الرئيسية / تكريم / تكريم الدكتورة مهى خير بك في حربتا

تكريم الدكتورة مهى خير بك في حربتا

مهى

أقامت حركة الريف الثقافية عصر يوم الأحد الواقع في 24 أيلول 2017 لقاءاً ثقافياً مع الروائية والشاعرة والباحثة، أستاذة الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية ـ كلية الآداب، وذلك في ديوان الأدب حربتا، البقاع الشمالي، دارة الأستاذ محمود نون، بحضور الملتقى الثقافي الجامعي ممثلاً برئيسه الباحث والناقد الدكتور علي زيتون الذي ألقى كلمة حول رواية “أحبها ولكن…” للدكتورة مهى خير بك، وعدد من أعضاء الملتقى الثقافي الجامعي، وعدد من الدكاترة والمهتمين بالشأن الثقافي.
رحب الأستاذ محمود نون بالحضور كما رحبّ بالمحتفى بها الدكتورة مهى خير بك متحدثاً عن موقعها وانجازاتها.
شكرت الدكتورة مهى خير بك الأستاذ محمود نون وحركة الريف الثقافية على هذه الدعوة التي جعلتها تلتقي بهذه الوجوه الطيبة وبعدها كان لها كلمة مختصرة حول تقنية الرواية وفنيتها ومما جاء فيها:
الرواية نص أدبي قوامه كلمات تتعانق وفق لغة سلسة تمكّنه من إيصال ما يريد للقارئ؛ فاللغة تمنح النص السردي هويته، وتشحنه بصور لها حضور مكتسب إذ لا يمكن القبض على المعنى دون القبض على اللغة.
كل رواية تحمل دلالات مختلفة وعديدة، وهناك فرق بين الحكي (الذي كانت ترويه الجدّات) وبين الرواية التي هي عمل لغوي.
ووجهت الدكتور خير بك “برقيات أدبية” تتناول مواضيع أساسية في عالم الرواية والنقد يمكن تلخيصها بالشكل التالي:

ـ كيف أفهم الأبعاد الزمانية في أبعاد المكان؟ المكان المتحول تغيّره طبيعة الزمان.
ـ علينا أن ندرك القوانين التي يتشكّل منها العمل الروائي.
ـ الرواية هي عمل متكامل، وعلى الرواية أن تضيف تاريخاً للرواية العربية، ووظيفتها تكريس القيم الأخلاقية وهذا ليس موجوداً حالياً بالمجمل.
ـ هل لدينا نقد عربي روائي؟ لدينا امتهان ولدينا إبداع. والناقد يجب أن يكون ملمّاً باللغة والنصوص العربية، كذلك بالنظريات النقدية الغربية.
ـ أنا ضد الأدب النسوي خاصة ذي المستوى المتدني؛ فالأدب هو الأدب دون تمييز بين عمل المرأة والرجل، فالإبداع هو ذاته عند الأشخاص.
ـ ما يُكتب اليوم خاصة من قبل الروائيات العربيات هو كتابات جسدية بامتياز، ومشحونة بالأخطاء، فهي بمعظمها كناية عن لغة سيئة وصور غير أخلاقية.

مختصر لقراءة الدكتور علي زيتون
مها خير بك ناصر أكاديميّة اختارت لنفسها موقعًا يسعى إليه أيُّ أستاذٍ جامعيٍّ يحترم الحِرفة التي اختارها. وهي في موقعِها ذاك رقمٌ قويٌّ على سُلَّم الدراسات العليا في الجامعة اللبنانية.
وأختي مها إلى أكاديميّتها المرموقة هذه شاعرة وروائية. تتحرّك في أخطر المواضع بين الكتابة الإبداعية من جهةٍ ، وبين نقدها من جهةٍ أخرى. والذين رَادوا مثل هذه المدارج الصعبة قليلون. نجح بعضهم ناقدًا وتعثّر أديبًا، وحاز بعضهم الآخر قصبَ السبق في دنيا الأدبية، ولكنه لم يستطع التحليق في سماء النقد.
وضعت مها خير بك ناصر نفسها في التجربة الصعبة، ومدّت جناحَيها طليقين يغالبان الريح. وروايتها الموسومة بعنوان «أحبّها… ولكن» نتاجٌ من نتاجاتها الإبداعيّة التي نذرت نفسها لتلك الريح.
يقدّم الدخول إلى عالم الرواية هذا العنوان عنواناً بنائيًّا، تكاد تكون الرواية بأجمعها توسيعاً لتلك الجملة الخبرية (أحبها)، وللاستدراك عليها بـ(لكن).
نور المحبوبة هي الشقيقة التوأم لميشال المحب. ولو كانت حياة عائلة هذين التوأمين طبيعية لدخل فعل الحب هذا العادية العفوية التي لا تحوج أديبة كمها أن تكتب رواية في هذا الموضوع. والأديبة حين لجأت في هذه الرواية، إلى دراماتيكية أسكنت شقيقاً وشقيقته في بناية واحدة من دون أن يعرف أحدهما صلته بالآخر، لم تكن تقصد إدهاش المتلقي بهذه المصادفة بقدر ما كانت تريد الكشف عن عمق من أعماق آلَمِ الأوجاع التي حفرت عميقاً في وجدان بعض العائلات اللبنانية، بسبب ما نالها من مآسي الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان في ربيع العام 1975.
ولا تقدم مها افتراضات، في روايتها هذه، ولكنها تقدم وقائع.
والرواية، على كل حال، لم تكن حيادية فيما يتعلق بتلك الحبكة، وهذا الاشتباك. كان الاشتباك وسيلة نفذت من خلالها رؤية مها خير بك لتكشف عن عمق من أعماق المآسي التي نالت المجتمع اللبناني جراء الحرب الأهلية.
فبدريّة أمّ عثمان ونور لم تكن أمّهما. وهما ليست عثمان ونورا. التقطت بدرية كلًا منهما على حدة ومن مكان مختلف. انتشلتهما من الضياع ومن تحت ركام البيوت المتصدعة في مدينة طرابلس. أعطتهما اسمي ولديها اللذين قتلتهما الميليشيات الطائفية في أثناء هرب أمهما بهما إلى الشمال.
والرواية التي حرصت أن تعطي كل شخصية من شخصياتها فرادة وخصوصية لم تستطع أن تتخلص من مناقبية مها الخلقية التي مسحت بزيتها المقدّس جميع هذه الشخصيات، فبدت متناغمة خلقًا وسلوكًا: مشى الجميع، تقريبًا، على صراطٍ مستقيم رسمته لهم الأديبة مها خير بك ناصر.
هذا ولم تنسَ هذه الأديبة أن تطلّ على مأساة الشعب السوري الحالية من شرفة مآسي الحرب الأهلية اللبنانية عبر شخصيّتي كل من عمر وزوجه لارا السوريين، ثمة أكثر من إيماءة إلى اتصال المأساتين برابط قوي، فالمحرك واحد والمستفيد واحد.
وقد وجه الحضور بعض الأسئلة للدكتورة مهى خير بك، وجاء في الإجابة التركيز على الأصالة والقيم والأخلاق في الكتابة، وأن الرواية يجب أن تكون هادفة. ‎
وفي الختام قدمت حركة الريف الثقافية للضيفة المكرّمة درعاً تقديرية

شاهد أيضاً

مؤتمر المحقق الكركي 9 تموز 2023

شارك الملتقى الثقافي الجامعي بشخص رئيسه البروفيسور علي زيتون وعدد من الأعضاء في المؤتمر الذي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *