الرئيسية / أبحاث / النسغ المقاوم في شعر فدوي طوقان

النسغ المقاوم في شعر فدوي طوقان

مؤتمر المقاومة13

د.عطية طهران

النسغ المقاوم في شعر فدوي طوقان
محمد امحمد بن طاهر
جامعة مصراتة ـ ليبيا

استهلال
المقاومة وإن اختلفت صفاتها، وتعددت أسبابها ومسبباتها، يبقى المعنى العام لها لا يختلف عليه اثنان، فهي الرفض الشامل لكل معاني العسف والجور، ومحاربة التسلط، والعمل على محو كل أنواع الغطرسة والاحتقار، وهي مواصلة النضال مهما عظمت التضحيات، وللشعر دور أساسي في دفع عجلة الكفاح، وبث روح المقاومة، والشد على أيدي المقاومين.
ما أحاول فرش بساط البحث له في هذه الاطلالة، لا يعدو التركيز على النسغ المقاوم في شعر شاعرة فلسطين الأولى، التي لم تدخر جهدا، في إرواء حبيبات المقاومة بماء الحياة، ونسغ التضحية، ومن تم زرعها في وهاد ووديان الأرض الطيبة. ولما لخصوصية المناسبة ومقتضيات المقام، فإن بحثي لن يتعدى شعر شاعرة، فلسطينية الهوى والهوية، وهبت عمرها، من أجل قضية آمنت بها، وأصبحت شغلها الشاغل، وسطرت بمداد القلب ما خلد ذكرها، وألهب روح المقاومة لدى كل من تفيأ ظلال وارف دوح قريضها.
لم يدر بخلدي وأنا أقرأ جمعا من انجازات السابقين الذين كتبوا عن فدوى وشعرها بأي توتر أو قلق، أو عداء، ولم أفكر في أن ما سأكتبه سيدخل ضمن علاقة الابن بأبيه أو أن تكون له خصوصية ما.
تحتل (فدوى طوقان) مكانة سامية في عالم الشعر بعامة، والشعر المقاوم بخاصة، ويتمتع شعرها بنفوذ شابه نفوذ تيار شعراء العرب في أيام أن كان الشاعر أشبه ما يكون بنبي. ولقد توفر لها ما لم يتوفر لكثير من غيرها. فهي ما انفكت تلتصق بثرى أرضها الطيبة، ولم تتوان في اذكاء فتيل الثورة، واستنهاض الهمم، ونشر الوعي، واستلهام عبر الماضي، ووعي أحداث الحاضر.
أضرمت مأساة شعبها أحاسيسها، وألهبت مشاعرها، فجادت قريحتها بخالص القول، وسكبت ماء فؤادها كلمات دبجتها بعواطف أملها تارة، وبعواطف الناس أخرى.

مقدمة
للشعر تأثير عظيم في النفس، وغايته تكمن في شدة تأثيره، ولعل الصورة الفنية تعد المرتكز الأول لجمالية الإبداع الشعري المؤثر. وفيما عزمت العمل على عرضه، لن أتقيد بمعايير فرضيات صنعها الرجل، أو أركن إلى ما قيل وما يقال عن أدب دعوه (الأدب النسوي) أو (أدب المرأة) أو (الأدب الأنثوي) إيمانا مني بأن الأدب في جميع أجناسه، إحساس ومشاعر، وخلجات تتفاعل في فؤاد شفاف، تنطلق ألفاظا عذبة في تراكيب وصيغ أنيقة، يخاطب الإنسان عبرها أخاه الإنسان، غير آبه  بالجنس واللون والزمان والمكان.
الشعر، هذه الظاهرة القاتمة والمبهمة، وغير القابلة للتعريف، رغم تعداد المحاولات قديما وحديثا، ورغم تصورات الأمم والشعوب، على مر الأعصر وتعاقب الأدهر. وهو طيف من أطيافة اللغة؛ وهي بوابة العبور إلى عوالمه، والطريق الأقرب إلى مدارسته. “وما دام لغويا فهو شكل من أشكال اللغة، تقابل شكلها البرجماتي التواصلي”.
وليس من هم هذا العمل، الدخول في جدل تدور رحاه، حول البعد البيولوجي، أو الاجتماعي، أو أن الشعر بعامة فقد كثيرا من بريقه، بخاصة الشعر المقاوم منه، وحال اليوم لم يعد كحال الأمس. غير أني وإن توافقت مع من يرى أن الشعر المقاوم بخاصة في أرض فلسطين لم تعد له تلك الأهمية، لأن الواقع المأساوي وما يعانيه الناس من ظلم فاق حدود التصور، يغني عن كل قول. إني وإن لم أرفض هذا القول، أرى أن الشعر بعامة والمقاوم منه بخاصة، في حقيقة أمره: مخاطبة مباشرة للوجدان الحي، ورفض للخنوع والاستكانة، وتسجيل مصور لواقع مزر، وحث على رفضه والثورة عليه، وهو شحذ للهمم، وتحفيز للعواطف. إضافة إلى أنني في هذا المقام لم أشأ تقديم عمل نقدي، من شأنه فحص ماضي وواقع هذا الجنس الشعري، بل إن غاية هذه الدراسة أن تستعرض بعضا مما خطه يراع إحدى أبرز شواعر (فلسطين) في الزمن الصعب، زمن التخلي والخنوع. وهي مع هذا وذاك، تمكنت من بلورة خطابها الجهادي، بما يتناسب ومقتضيات اللحظة وما توفر لها من حظوظ. ومن خلاله أوصلت صوتها إلى كل أصقاع الأرض، وألهبت ولا تزال تلهب مشاعر الأجيال، ولا ينفك خطابها حيا يفور بماء الحياة.
وسيكون الاعتماد على ديوان فدوى الموسوم بـ (ديوان فدوى طوقان) المطبوع سنة 1997. في المختار من النصوص الشعرية.
بقى أن أشير إلى أن الكثير والكثير جدا، كتب ـ سلبا وإيجابا ـ عن فدوى السيدة المناضلة، وعن دفاعها عن الحق الطبيعي للمرأة في فلسطين وغيرها. كتب عن شعرها العام والخاص. فدوى اللسان الناطق والصوت المسموع، فدوى التي لم تتوان عبر مسيرة حياتها الظافرة عن تقديم العون بالكلمة النافذة والنافدة. كانت كلماتها بمثابة أنشودة ثائرة تشد العزم وتثير الحماس. وكانت في الوقت ذاته، نارا تتلظى، يصطلي بحممها الغاصب المعتدي.
أس الاختيار
لم تكن سهولة المورد، ويسر الورود وراء اختيار الكتابة عن النسغ المقاوم في شعر (فدوى طوقان) فالأمر وإن بدا ميسرا، فهو في حقيقته أشد عنتا، وأصعب انقيادا، فكل ما يعن لخاطرك، أو يتبادر إلى ذهنك، تجد أن أحدا ما سبقك. ومع هذا وذاك، تبقى الكلمة الخالدة، ملتصقة بالترى، كدوحة شامخة يانعة، تقاوم هوج الرياح وعاتي الأعاصير، يتفيؤها القار والعابر.
ولم يكن اختياري الكتابة عن شعرها المقاوم عبثا، وإنما لتحقيق أهداف متنوعة، لعل أهمها: التذكير بأن الشعر ـ في عمومه ـ لم يفقد بريقه، وأنه لا يزال يمثل حافزا مهما، ومشجعا أساسيا في سبيل مواصلة النضال، وعدم الركون إلى الدعة. وأنه بمعاودة دراسة هذا الجنس الشعري الخاص، نكون قد أسهمنا في تذكير من نسى، وفي الوقت ذاته، ربط الحاضر بالماضي وتذكار لمن لهم علينا حق.
على الصعيد الشخصي، خبرت قيمة الكمات التي ترسلها المرأة عبر الأثير، يتلقاها المحارب في جبهات التصدي، قطرات ندى، تبل الصدى، وتنسي قساوة الرمضاء. وإن نسيت فلن أنسى، وقت أن كنا نقاسي مواجهة كتائب الظلام، وكان اعتمادنا الغذائي على ما تعده حرائر المدينة وقراها. كنا ننتظر بفارغ الصبر ما ترسله حرائر (مصراتة) مع الطعام من وريقات لا تحمل أسماء ولا عناوين، لكنها تحمل أسمى معاني الحب وصدق الوعد. كنا نعلقها كالتمائم، نستنشق عبيرها،  تبعث فينا الشوق، وتذكي نار المقاومة، وتنسينا خطر ما يترصد من أذى، كانت كل وريقة بمثابة قصيدة. أحببنا من خلالها المرأة كما لم نحبها يوما. رأينا فيها الأم والبنت والأخت والزوجة والقريبة والبعيدة. كثيرا ما تحولت ما حوته الوريقات إلى تماثيل حية، تطالعنا أنى توجهنا، كانت مبعث اصرار وتحد، وأن لا سبيل إلى التراجع أو النكوص.

الغاية والمقصد
إن أقصى ما قصدت إليه في هذا العمل، هو محاورة بعض من شعر (فدوى طوقان) الذي يسري في لحافه نسغ المقاومة،  وتحدي الظلم وأهله، وبعث روح الثورة على كل أشكال العسف والتسلط.
قادني الإعجاب بشعر (إبراهيم طوقان) إلى قراءة شعر شقيقته فدوى، وما إن وعيت معنى المقاومة،  وقرأت من بين ما قرأت من أشعار، شعر فدوى. حينها كبرت في عيني، وكثيرا ما كنت أتمثل بشيئ من شعرها في شتى المناسبات. وزاد ارتباطي بها توثقا بعد أن أشرفت على عمل أكاديمي عن لغة فدوى في شعرها. وزدت بقريضها صلة إبان حرب المقاومة في العام 2011م التي شاركت فيها باللسان والسنان.

المقاومة
المقاومة: هي ردة الفعل الطبيعية، لدى الإنسان تجاه الظلم، أيا كان مصدره، أو نوعه، وقد اجتمعت جميع أنواع الظلم في أرض فلسطين، فمن العسف والظلم الاجتماعي، إلى القهر السياسي وسلب الأرض واغتصابها، وتشريد أهلها، إلى الاعتداء على أبسط حقوق الإنسان الفلسطيني، وطمس هويته الثقافية، وتدمير كل ما ينتسب إليه، إلى تزييف تاريخه، وإلصاق كل ما لا يليق به.
وأمام التعسف المقيت بكل أنواعه وفي كل أوقاته وأزمانه، قاوم الشرفاء كل بما لديه، وما يملك من إمكانات، وكان للشعر المقاوم مقامه، وتنافس رواده في نسج ملاحم فاضت بها المشاعر، وأذابها الشعور في قصيد يحث على رص الصفوف، ويبعث على الاقدام.
الشعر المقاوم لم يكن وليد لحظة بعينها، أو زمنا محددا، فقد رافق الشعر العربي أنى حل وارتحل، وكان زاده وزواده، يقوله ويحفظه ويتمثل به في جميع مراحل حياته، وفي كل أوقاته. يقوله ويرويه في حال الأمن والسلم، وينشده ورحى الحرب تدور. تأمل معي قول (أبو الغول الطهوي)  التالي:
فـــــدت نفسي وما ملكت يمــــــــــيني    فـــــوارس صدقــــت فيهم ظنوني
فـــــــــــــوارس لا يمــــــلون المــنايا     إذا دارت رحــــى الحرب الزبون
ولا يجزون مــــــــــن حسن بـــــسيئ    ولا يجـــــــــزون مــــن غلظ بلين
إبان الفتوحات الإسلامية، كان للشعر مقاما بارزا، فالعربي شاعر بالطبيعة، ومشاهد الصراع تذكي قريحته ، ومصارعة الأقران، تزيدها توهجا.
رافق الشعر مسيرة الفتوحات الظافرة، وكان خير محرض، فالشاعر بما له من بيان ولما للشعر من سحر وجمال، استطاع أن يسخر مقدرته في صياغة الجمل، وبناء التراكيب، وأن يوظفها في خدمة الهدف الذي يسعى إليه.

المرأة المقاومة بين الماضي والحاضر
في هذا المقام، سأكتفي بشذرات من عطر تاريخنا الغابر والحاضر، وسأخص بالذكر سيدتين، بينهما بعد زمني شاسع، غير أن ما توفر لهما تشابه، وإن اختلفت معطيات الزمان والمكان، ومقتضيات الحال والأحوال.
الأولى، قدر لها أن تكون في صحبة أمير فارس، وفاتح مغوار، تقتفي خطاه أني حل وارتحل، وتكون إلى جانبه، وقت الرخاء تؤانسه، ووقت الشدة تشد من أزره . لم يمهل القدر سيد قلبها، فقد ابتغاه الله شهيدا، بعد إصابته بجرح وهو يناضل من أجل نصرة الحق وإرساء دعائم العدل. تركها وهي في ميعة الصبا، ولم تكن لتبقى على حالها دونما أنيس أو جليس. طلب يدها قائد فارس وبطل همام. لم تتردد في القبول، وهي وإن لم تنس ماضيها الجميل، إلا أنها آثرت عدم الرفض إيمانا بأن ما تعودته لن يكون بعيد المنال. وكان لها ما أرادت وعادت إلى ماضي العهد ترافق الفارس القائد، تؤانسه وتعينه على قضاء حوائجه، وإن ألمت ملمة تحمل السيف وتضرب في صدور الاعداء.
استمر الحال على هذا المنوال، وقرر الصحب مناجزة الأعداء على مشارف مدائنهم، واصطحبها البعل الفارس إلى ساحة الوغى، ولم يكن بد من أن تكون على مقربة من مصارع الأقران، وما إن حمى الوطيس ودارت رحى المعركة، حتى أدركت بثاقب بصرها، أن بوادر الانكسار تلوح في الأفق، وأن مسيرة جيشها إلى بوار. فاضت مشاعرها، تخيلت الغائب، نست نفسها وفزعت بأعلى صوتها: (وا مثنياه) ألهبت صرختها قلب بعلها، لم يتمالك أن صفعها. صاحت بألم: “أجبنا وغيرة”!.  غالب مرضه ونزل من مشرفه إلى حيث مثار النقع.
لم يهدأ بالها أو يقر قرارها، وكان وأن أمر أمير الجيش بحبس أحد فرسانه، لانعدام انضباطه، وكانت تشرف على حراسته، ولم تكن تجهل ماضيه البطولي، وهو كذلك على بينة من أي سيدة هي. ارتجاها أن تفك قيده، وتهبه حريته، وتزوده بما يعينه على نصرة إخوته. لم تتردد، فكت قيده، وأسرجت له فرس بعلها، وأعطته سيفه ورمحه. نزل الفارس على الأعداء يبدد ويجندل، والأمير المريض يعاين ما يجري. لم يتمالك نفسه بأن يقول: إن “البلقاء” فرسي، وإن السيف سيفي، والقتال قتال (أبي محجن) وهو رهن القيد. فما الذي يجري؟
ما إن جن الليل، حتى غلبت كفة المسلمين، وانتصروا بعدما كادوا يغلبون. عندها قرر (أبو محجن) العود إلى مأسره، غير أن (سلمى) أبت أن تعيد القيود إلى معصميه. ذكرها بأمر أمير الجيش وأنه من أمر بحبسه، وأنها إن فعلت ستعرض نفسها إلى ما لا تحمد عقباه. أبت في عناد.
هذه صورة من صور جهاد المرأة في سالف الأيام، ولم تكن (سلمى بنت خصفة) فريدة بين أخواتها، بل كان قديما (خديجة) و (فاطمة) و (أسماء) و (خولة) و(عاتكة) و (زينب) و (سكينة) و (عائشة) وغيرهن من سيدات النضال ورموز المقاومة الكثيرات، على كر الجذيذين، وتعاقب الأحداث. ومنذ تلك الأيام الساطعة، والليالي المقمرة، إلى هذه الأيام الدكماء، والليالي الظلماء التي وإن غيمت سماؤها، فخيوط شمس المقاومة ستضيئ نهارها، لهبها، والمرأة لن ترض التخلي عن دورها.
هذا غيض من فيض تاريخ نساء أمتنا، واليوم وإن لم يكن كسابقه، إلا أن الأحداث تتشابه، ودور المرأة المقاوم كسابق العهد. وما إن نما إلى مسمع السيدة المعمرة (الحاجة فاطمة) أن مدينتها، أعلنت انحيازها لأشقائها في مشرق البلاد، وأن لا ولاء للظلمة بعد اليوم. ما إن سمعت بذلك، حتى دعت ابنها وقالت له: “يا بني: إنه ـ علــــى ما يبدو ـ لا مناص من الحرب، وأنا يا ولدي عشتها يافعة وبها عليمة، وقد قصصت عليك مرارا وتكرارا، كيف كانت طائرات الطليان ـ إبان محاولاتهم قهر أهل ليبيا ـ تقصف بيوت الآمنين في (مصراتة)، وكيف تركنا بيوتنا، وهاجرنا إلى أمكنة أكثر أمانا، ولعلك لم تنس ما سردته عليك يوما. يوم أن قرر والدي ـ رحمه الله ـ وبعد أن ضاقت به الأرض بما رحبت، ولم يعد له ما يعيل به نفسه وعياله، وقد ضاقت الحال، وقل المال والرجال، يومها قرر الذهاب إلى حيث يظن أن المكان آمن، وكانت رحلة العائلة الكبيرة، الكبار والصغار والجميع.
المهم يا ولدي، عهدتك مهتما. اليوم يا ولدي ما أراه، غير ما رأيته، اليوم يا ولدي، هو يومك ويوم ابنيك، وبنتيك، ويومنا جميعا. إن اليوم له ما بعده، وعلى الرغم من كبر سني، واعتلال صحتي، وعجزي عن المشاركة الفاعلة في الأحداث، إلا إن البركة فيكم جميعا، أنت وابنتيك وابنيك، وإخوتك وأهلك الأقربون والأبعدون، وكل شرفاء الوطن جميعا.
لا تتواكل، لا تتخاذل، لا تركن إلى الدعة، وشمر عن ساعد الجد، واهتم بالأمر، واعلم أن الآجال بيد الله، والمنية ولا الدنية. يا ولدي عمري الآن تجاوز قرنا من الزمان، كم من الآل فقدت، وكم من الأصحاب والأقارب غادر، وكم رفلت في النعيم، وكم من الحسرة والألم عانيت. كل الرفاق غادروا. لا شيئ يدوم يا ولدي، كل إلى زوال، ويبقى وجه ربك، والعمل الصالح. احرص يا ولدي أن تكون رجلا. اعقلها وتوكل، وامض راشدا.
كانت تحرص أن ترى بندقية ابنها، تلامسها وتقول: ما زالت ساخنة. تسأله عن امحمد. أين امحمد؟ يجيب: إنه مع رفاقه. ترد. آه! في الجبهة (مقابل). نعم مع الثوار.
(الحاجة فاطمة) كانت تعيش الأحداث يوما بيوم، وساعة بساعة، لم تكن تتابع الأخبار عبر المتوفر من وسائل الاتصال، ولم تكن تقرأ أو تكتب، لكنها وهي العليمة، لم يكن يخف عليها شيئ، كانت متفهمة إلى أبعد الحدود، على الرغم من الرعب والخوف، إلا أنها كانت مصدر أمان وطمأنينة لأهل القرية جميعهم.
(الحاجة فاطمة) كانت من مناصري الرباط والبقاء بالقرية، ورفض الانصياع. كان قراراها البقاء وعدم هجران البيوت، بمثابة الدافع الحقيقي ليبق الجميع متكافلين، وكان لهذا القرار ما بعده، فهي التي تحظى باحترام جميع ساكني القرية. الكل يرى فيها السيدة الوقورة، والمرأة السيدة، وهي  التي عاصرت أجدادهم وآباءهم، وهي التي ما أساءت لأي منهم يوما. إذن بقاؤها بينهم سيكون دافعا لهم على التحصن والدفاع عن الأرض والعرض.
في أحد الأيام والأعداء يجوسون خلال الديار، و (شارع طرابلس) ما يزال قيد الأسر، طلبت من ابنها أن يأخذها في رحلة استطلاعية، تلتقي فيها صناع الحدث، وتطمئن على أقاربها الذين أجبروا على النزوح إلى أماكن أكثر أمانا. لم يكن بد من الاستجابة. قال لها: بعد أن صعدت (الصينية)  لتكن زيارتك مثمرة، وفيها مع الدعاء ما يعين الثوار على مواجهة الأعداء. زودها بكمية من الذخيرة الخفيفة، وقال لها بعد أن نلتقي مع الثوار في نقاط التماس، وبعد الدعاء لهم: أعطهم ما يبارك لهم مسيرتهم.
انطلاقا من قريتها (الطواهر)  التي لا تبعد عن خط التماس الغربي أكثر من (خمسمائة متر) ومرورا بنقاط المحافظة على الأمن، ووصولا إلى حيث تقيم أختها الصغرى، صحبة عدد من الأقارب. لم تمر بنقطة أمنية، إلا ودعت للثوار الساهرين، تبارك لهم مساعيهم، وتزودهم ببعض ما زودت به. الكل كان يحرص على تقبيل يديها طالبا الدعاء. لم تبخل بذلك، كانت تشد على أيديهم، تبارك مسعاهم، وتقول لهم إن النصر قادم، ولا بأس من بعض المعانة، والطاغية إلى زوال، وكتائبه إلى سوء المنقلب. كانت تتحدث حديث الواثق مع كل من قابلت من الثوار، كانت على درجة كبيرة من الوعي، لم تكن مرتعبة، ولم تبد أي نوع من الخوف، كانت تخاطبهم وكأنها قائد عام، تنصح، وترشد، وتؤكد لهم أن النصر قادم.
في أحد الأيام، وقد اشتد القصف، وكان قريبا جدا، بحيث أن الكتائب لم تكن تبعد عن قريتها إلا بضع مئات من الأمتار. رجع محمد على غير عادته مكفهرا، بعد أن نما إلى سمعه أن الكتائب اجتاحت القرية، واخترقت محور المدينة الرياضية متجهة إلى (مصراتة)، رجع ليستطلع الخبر. وجد (الحاجة فاطمة) على غير عادتها، سألها ما المشكلة يا حاجة، قالت له يا وليدي: مللت المكوث بالبيت، أريد أن أخرج إلى الجنان  لكن شبوب المطر منعني من ذلك. هل فيه مطر في الخارج يا حميدة؟ أجابها بأن المطر شديد في الخارج، وعليك البقاء داخل البيت حتى تنقشع الغمامة وينتهي شبوب المطر.
أخبرت عن الطفلة (ملاك الشامي) التي شتت شمل أسرتها، قذيفة غادرة، أفقدتها رجلها، واغتالت أخويها. طلبت رؤيتها. بعد ترتيب التأم الشمل وتم الجمع بين المعمرة ذات المائة سنة، وبين الطفلة ذات الخمسة أعوام. اجتمعتا، وكان بينهما حديث مسجل. تحدثت فيه الشيخة المعمرة إلى والد الطفلة المكلوم، وإلى الطفلة الملاك، تحدثت عن الظلم والظلمة، خصت الطاغية بكل ما هو به أهل، دعت ربها أن يستجيب، ولم تبخل بالدعاء عليه وتشتيت شمله، وتفريق جنده، ونصرنا عليه. كانت واثقة كل الثقة من أن النصر آت، وأن غدا لناظره قريب. تحقق ما أملته، ولم يخب ظنها بربها.
هذه هي (الحاجة فاطمة)، وهذا يوم من أيامها خلال الثورة من أجل رفع الظلم وإعادة الكرامة المسلوبة. كانت تتفقد كل شيء تسأل عن الجميع كبارا وصغارا وتحث الجميع على الصبر، والمصابرة، وتحذرهم من التولي يوم الزحف، وكانت كثيرا ما تقول: “الموت ولا العار”.
عاشت (الحاجة فاطمة)، وأدركت النصر وسقوط الطاغية، واحتفت واحتفلت، ثم اختفت، وكأنها طيف ألم ولم يدم.

فدوى طوقان
فدوي طوقان، سيدة الأدب الفلسطيني العظيمة، وشاعرة فلسطين الأولى، وأحد أبرز شعراء العربية في القرن العشرين، أخت الشاعر الملهم (إبراهيم طوقان). كان مولدها في مدينة (نابلس) بأرض فلسطين عام 1917م. بدأت كتابة الشعر على النهج التراثي، ثم انتقلت إلى النهج الحديث، وما يسمى بالشعر الحر، التي أضحت أحد أبرز رواده.
عرفت بنفسها، وتحدثت قائلة: “نشأت في بيئة عائلية شديدة المحافظة، وفي بيت أثري كبير توارثته العائلة عن الأجداد، بيت يذكر بقصور الحريم والحرمان… أما المناخ العائلي من حولي فيسيطر عليه الرجل كما في البيوت العربية، فالمرأة فيه سجينة الجذران والكتب، محرومة من الاستقلال الشخصي، والحرية الشخصية مفهوم غائب لا حضور له فيه حياتها”.
هل نفهم من هذا أنه يمكننا أن نسأل السؤال التالي: هل كانت فدوى ملاكا أو شيطانا؟ وللإجابة عن السؤال نقول: فهي وإن دخلت في صراع عنيف مع هويتها واستقلاليتها وذاتيتها وابداعها، لكنها استطاعت بعد معاناة وظنك، أن تثبت فشل كل من تسلط عليها، وأن تطلق العنان لقلبها، وأن فعل الكتابة لم يكن ليدمرها. إنها وجدت نفسها، وعبرت عن شرعية أنوثتها، دون أن تذعن للتحذيرات الذكورية،  وعلى الرغم من حاجتها إلى أسلاف من جنسها، إلا إنها وجدت ضالتها في شقيقها الشاعر، الذي أخذ بيدها وأسبغ عليها نعما ظاهرة وباطنة.
الحرمان الذي تعرضت له فدوى وما مورس عليها من قهر، جعلها تتحدث عن نفسها وترى بوضوح معاناة أهلها داخل الوطن وفي الشتات. وقد كانت معاناتها المزدوجة أكبر عامل في جعلها تتحدث عن نفسها بنفسها شعرا.
عاشت (فدوي طوقان) واكتحلت عيناها بمرأى الشيب والشباب في فلسطين وهم يحملون أعباء انتفاضة الأقصي، التي كان لها دور أساسي في اضرام لظاها، ثم انتقلت إلى مستقرها الأخير في (12. ديسمبر. 2003م). راضية مرضية.

النسغ المقاوم في شعر فدوى طوقان
بين الأرض وفدوى رباط روحي، فهي ترى فيها جزءا لا يتجزأ من كينونتها، وهي كذلك لكل من درج على تراها. ففي قصيدتها (نداء الأرض) تغنت بكل معاني الحب، ودواعي الارتباط، وصورت تلك العلاقة التي تنشأ بين الأرض والإنسان، سواء في ذلك الصغير والكبير. رأت ذلك في احتضان الحقل أكواز سنابل القمح، وشذي عبير زهر البرتقال تطير به نسيمات الصبا في أرجاء الفضاء.
في رسالة موجهة “إلى شعراء المقاومة في الأرض المحتلة منذ عشرين عاما… هدية لقاء في حيفا. 1968.3.4. تقول في أبيات أقرب ما تكون إلى النسيب، تصدح فيها بما يعتلج في فؤادها، رافضة مبدأ المساومة، وصارخة بأعلى صوتها، أن لا تنازل عن الأرض، وأنها ترفض أن تعيش كما الغريب، كما المليك مجندلا جنب العسيب. تقول:
على أبواب يافا يا أحبائي
وفي فوضى حطام الدور
بين الردم والشوك
وقفت وقلت للعينين: يا عينين
قفا نبك …
في قصيدتها: وقفت واستوقفت، ونادت ونعت    وودت لو أن أطلال الديار تكلمت.
ورفضت لقيا أحبتها بجفن راعش مبلول، وقلب يائس مخذول. نادت الصحب في أنس المحبين، تمد يدا وأخرى تشير إلى الشمس، وأقسمت أن لا ترى تبكي. مؤكدة بأن حصان الشعب لن يكبو مرة أخرى، ولن تغتال صهوته، وأن مواكب الفرسان ملتمه، تعد الخيل للرهبة، وأن التعب لن ينداح فوق جباه سادتها. وأن الليل لن يثني عزيمتها.
وتضيف في ختام قصيدتها مخاطبة أحباءها:
أحبائي مصابيح الدجى، يا إخوتي
في الجرح …
و يا سر الخميرة يا بدار القمح
يموت هنا ليعطينا  ويعطينا  ويعطينا
على طرقاتكم أمضي
وأزرع مثلكم قدمي في وطني. وفي أرضي
في قصيدتها (خمس أغنيات للفدائيين)  في الأولى غنت، لاستشهادي الثورة، وأنهم بمثابة اللقاح تزرعهم الرياح في رحم الأرض الطيبة، لتنشق عنهم إعصارا يقنع الجلاد بعجزه.
في الثانية، كشفت الغطاء عن سر الثورة، وكيف ينهض الثوار من تحت الركام والقتام والديجور، وكيف يخفق عجين الثورة بالنور والبخور والحب والنذور. وعن كيفية عود كل ذاك، إلى قلب الأرض النقي كالبلور، وساكنيها الصابر منهم والصبور.
في الثالثة، هزئ نهر الثورة الماضي، بما يعترض طريقه من صخور وأحجار، وهو في ركضه لن يعيقه شيئ، وسيصل إلى مبتغاه في رحابة المدى.
في الرابعة، صورت الثائر طائرا يطير مع اطلالة شمس الصباح، يدافع الرياح من مشارف الكفاح، في رحلة العودة إلى صدر الأم، التي من أجلها حلق وهوى، ثم تحول إلى دوح وارفة تظلل طرقات الكفاح.
في الخامسة، لا تبتغي شيئا غير أن تموت على ترى أرضها التي عشقتها، وأذابت حشاشتها حزنا عليها، لا تريد أكثر من أن يضمها ثرى هذه الأرض، وأن تبعث زهرة تتلذذ بمداعبتها كف طفل ترعرع ونما وترعرع على ثرى أرضها الطيبة. تكتفي بأن تكون ترابا وعشبا وزهرة.

شعر فدوى
مع بداية كتابتها الشعر، اهتمت بقضايا المرأة، واستكشاف عوالمها، وما يتعلق بحياتها العامة والخاصة، وركزت على كثير من قضايا الحب والعلاقات الاجتماعية التي تتعلق بحياة المرأة عموما. هزت هزيمة 1967م كيانها، وأدمت فؤادها، فكتبت بمداد قلبها أبرز ملاحم الشعر الوطني.
ترجم الكثير من شعرها إلى عديد اللغات الأجنبية، كما ترجمت سيرتها الذاتية الضخمة إلى اللغة الإنجليزية عام 1990م. نالت العديد من الجوائز الفلسطينية والعربية والعالمية. مثل حائزة القدس لثقافية، وجائزة دولة الإمارات، وجائزة الشعر العالمي التي تمنحها الحكومة الإيطالية. وهي إلى جانب ذلك، كانت محور فيلم وثائقي، من إخراج الروائية (لينا بدر) عام 1999م.
أكاد أجزم بأن كل ما اطلعت عليه من شعرها العام والمقاوم، خلا من جرثومة المرض والاضطراب وعدم الثقة والكره، على الرغم من أن بدايات امساكها القلم كانت في محيط عدائي، إلا أن اليد التي امتدت لها أعانتها على أن لا تستنشق اليأس، وأن لا تكون أسيرة ما ران عليها وعلى وطنها.
خلا شعرها من أي دونية، ولم تعان صداعا نصفيا في أي من قصيدها، بل إنني أرى، أنها نجحت في تفكيك منظومة الممارسات الاجتماعية المجحفة، والاتجاهات الثقافية التي تحيا فيها النساء في مجتمعاتنا العربية. ولقد تجلت قيمة شعرها الفنية، في أنه بما تملكه من قيم مختلفة، تجاوز المقاومة كموضوع يمنح الشعر قيما توثيقية وتاريخية.
وفي سبيل التحرر من الوضع الهامشي المفروض على النساء، خرجت عن الخطاب السائد، واقتربت من العالم حولها، وانصهرت مع ما يعانيه أهلها، وخاطبت العالم أجمع بما يختلج في صدرها. واستطاعت أن تنفتح على العالم وأن تكتب وتحقق رغبتها في أن تشي بما تريد دون خوف أو تردد، وأن تخاطب المحيطين بها بما يتناسب ومعطيات حاضرها، دون السباحة في الخضم القيمي الذي أنتجه الرجل وفصله على مقاسه.
كتبت شعرا، آمنت بأنها لم تغتصبه من أحد، ووجهت ما كتبت إلى الجمهور الظامئ، واستطاعت أن تفهم سياقات مجتمعها، وأن توصل إليهم ما أرادت.
فدوي لم تكن يوما تكتب على الرمل، أو ترسم فوق زجاج غائم، أو تطرز على منديل من حرير، ولم تكن شاعرة احتجاج، تخاطب الناس من برج عاجي، بل كانت كلماتها نابعة من ضمير حي، ومن مشاعر صقلتها التجارب وأذابها الحزن في بوتقته، حتى خلت أيقونة خالدة. كلماتها كانت حاضرة في كل منتدى، وعباراتها تسيح في فضاءات الحزن والأمل، تفوح عطرا، وتعبق شذى، كانت تسبقها إلى كل معترك ومنتدى. كانت كلماتها بمثابة الصواعق تنصب على رؤوس الأعداء، ونبراسا يستضيئ به الثوار.
كانت ما تصيغه، يسري مع شرايين المقاومين، كما يسري نسغ الحياة في لحاء الشجر، لم تكن تحتاج إلى أن تعلن عن ميلاد قصيدة، أو تحبير ديوان. ومع كل مناسبة، كانت الجماهير الرافضة تترقب على الدوام ما ينتج عن عارضة فدوى، ولم تخيب ظنهم يوما، بل كانت في كل مناسبة حاضرة، تخاطب الوجدان الحي، وتبعث الحياة في الأرض اليباب. كانت قصائدها تمزق حجب الظلام، وشعرها ينير معالم الطريق.
تميز شعرها المقاوم، بخصائص محلية، وعربية، وإنسانية عالمية، جعلته أوسع أفقا مما يتبادر غلى أذهان البعض، وأنه كان شعرا منفتحا يحمل في طياته ويعايش ما يعانيه الفلسطيني في الداخل، وما يقاسيه المشرد في مناحي الأرض.
ابتعدت في شعرها عن كل معاني الرتابة، وتفاعلت مع معطيات حاضرها، وواكبت أحداث يومها، وخرجت في نصوصها عن حدود المكان والزمان، راصدة بعين ثاقبه كل ما يحدث في فلسطين، وما له علاقة بفلسطين، ولا يزال شعرها يسهم في بعث أسماء جديدة تتعاقب بتعاقب الأيام، بلا هوادة ولا فتور، تواكب المقاومة، وتبعث الحياة.
وعلى الجملة، فشعر فدوى، يصدق عليه ما قيل قديما في الطراز المحكم من الشعر العربي. تأمل معي قول أبي تمام التالي:
إن القوافي والمساعي لم تزل   مثل النظام إذا أصاب فريدا
هـــــي جوهر نــثر فإن ألفته   بالشعر صار قلائدا وعقودا
لم تخطئ فدوى في نظم فرائد قلائدها، التي حولها الثوار إلى أحزمة ناسفة، اصطلى العدو بنارها، وذاق مرارة بأسها.
خاتمة
فدوي طوقان لم تكن يوما تكتب على الرمل، أو ترسم فوق زجاج غائم، أو تطرز على منديل من حرير، ولم تكن شاعرة احتجاج، تخاطب الناس من برج عاجي، بل كانت كلماتها نابعة من ضمير حي، ومن مشاعر صقلتها التجارب وأذابها الحزن في بوتقته، حتى خلت أيقونة خالدة. كلماتها كانت حاضرة في كل منتدى، وعباراتها تسيح في فضاءات الحزن والأمل، تفوح عطرا، وتعبق شذى، كانت تسبقها إلى كل معترك ومنتدى. كانت كلماتها بمثابة الصواعق تنصب على رؤوس الأعداء، ونبراسا يستضيئ به الثوار.
كانت ما تصيغه، يسري مع شرايين المقاومين، كما يسري نسغ الحياة في لحاء الشجر، لم تكن تحتاج إلى أن تعلن عن ميلاد قصيدة، أو تحبير ديوان. ومع كل مناسبة، كانت الجماهير الرافضة تترقب على الدوام ما ينتج عن عارضة فدوى، ولم تخيب ظنهم يوما، بل كانت في كل مناسبة حاضرة، تخاطب الوجدان الحي، وتبعث الحياة في الأرض اليباب. كانت قصائدها تمزق حجب الظلام، وشعرها ينير معالم الطريق.
فدوى طوقان هي: تلك السنديانة الوارفة، والدوحة الظليلة، والشاعرة المقاومة، والمرأة السيدة، التي دونت ملحمة عمرها بمداد قلبها في صورة أبيات آسرة، وعبارات أخاذة، لم ولن يطالها النسيان، أو تأتي عليها السبع.
لقد عبرت فدوى في شعرها عن قيم الثورة والاستبسال في سبيل الدفاع عن الحق الضائع والوطن المسلوب، ورأت في المقاومة بعثا وتجديدا، وأن ميلاد أجيال جديدة تكون قادرة على مقارعة الطغيان، وزلزلة أركان المعتدي غير مستحيل، وأكدت على أن الشهادة هي بعث وولادة.

ملاحق

1.     آثارها الشعرية
صدرت للشاعرة المجموعات الشعرية التالية تباعاً:
ديوان وحدي مع الأيام، دار النشر للجامعيين، القاهرة ،1952م.
وجدتها، دار الآداب، بيروت، 1957م.
أعطنا حباً، دار الآداب، بيروت, 1960م.
أمام الباب المغلق، دار الآداب، بيروت ، 1967م.
الليل والفرسان، دار الآداب، بيروت، 1969م.
على قمة الدنيا وحيداً، دار الآداب، بيروت، 1973.
تموز والشيء الآخر، دار الشروق، عمان، 1989م.
اللحن الأخير، دار الشروق، عمان، 2000م.
وقد ترجمت منتخبات من شعرها إلى اللغات: الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإيطالية والفارسية والعبرية.
2.    آثارها النثرية
أخي إبراهيم، المكتبة العصرية، يافا، 1946م
رحلة صعبة- رحلة جبلية (سيرة ذاتية) دار الشروق، 1985م. وترجم إلى الانجليزية والفرنسية واليابانية والعبرية.
الرحلة الأصعب (سيرة ذاتية) دار الشروق، عمان، (1993) ترجم إلى الفرنسية.

3.     الأوسمة والجوائز
جائزة الزيتونة الفضية الثقافية لحوض البحر البيض المتوسط باليرمو إيطاليا 1978م.
جائزة عرار السنوية للشعر، رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1983.
جائزة سلطان العويس، الإمارات العربية المتحدة، 1989م.
وسام القدس، منظمة التحرير الفلسطينية، 1990.
جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة، ساليرنو- ايطاليا.
جائزة المهرجان العالمي للكتابات المعاصرة – إيطاليا 1992.
جائزة البابطين للإبداع الشعري، الكويت  1994م.
وسام الاستحقاق الثقافي، تونس، 1996م.
جائزة كفافس للشعر، 1996.
جائزة الآداب، منظمة التحرير الفلسطينية، 1997م.
نتاج فدوى طوقان الأدبي في الرسائل العلمية
أ – الدكتوراه
– إنتاج فدوى طوقان الشعري، د. عبد الله الشحام، جامعة مانشستر، انجلترا.
– سيرة فدوى طوقان الذاتية، مايا فان درفلدن، جامعة أمستردام، هولندا.
– فدوى طوقان: أغراض شعرها وخصائصه الفنية، د. إبراهيم العلم، الجامعة اللبنانية.
ب – الماجستير
الصورة، أثر الوجدان الإسلامي في إنتاج فدوى طوقان، يحيى الأغا، جامعة القاهرة.
فرجينيا وولف وفدوى طوقان في السيرة الذاتية لكل منهما (دراسة مقارنة)، سيرين حليلة، جامعة لندن.
الصورة الشعرية عند فدوى طوقان، خالد السنداوي، الجامعة العبرية.
فدوى طوقان في سيرتها الذاتية، ناديا عودة، جامعة بون، ألمانيا.
سيرة فدوى طوقان وأهميتها في دراسة أشعارها، رمضان عطا محمد شيخ عمر، جامعة النجاح الوطنية، نابلس.
هذا عدا أبحاثٍ ودراساتٍ كثيرةٍ نشرت في الكتب والمجلات والدوريات العربية والأجنبية. وثمة دراسات علمية أخرى صدرت مؤخرا ولم يتسن الاطلاع عليها.
4.    قالوا عن فدوى طوقان:
“فدوى طوقان من أبرز شعراء جيلها، وما من شك في أن ما أسهمت به في دواوينها يعد جزءاً هاماً من التراث الشعري الحديث”.
من تقرير لجنة تحكيم جائزة البابطين للإبداع الشعري، 1994م.
– تميزت فدوى طوقان بروح إبداعية واضحة، وضعت شعرها في مقدمة الشعر النسائي الفلسطيني إن لم يكن في مقدمة الشعر النسائي العربي. “شاكر النابلسي، من مقدمة كتابه “فدوى طوقان تشتبك مع الشعر”.
– فدوى طوقان شاعرة عربية بديعة الأنغام، والتصاوير، والموسيقى، صاحبة موهبة فنية رفيعة بين شعراء وشاعرات الوطن العربي المعاصرين”  د. عبد المنعم خفاجي، من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان.
– كان شعرها صوراً حية لتطور الحياة الشعرية بعد النكبة، ومن يمض في قراءته، ويتدرج معه من حيث الزمان، يجد صورة وجدانية لحياة المجتمع الفلسطيني وتطورها بفعل تطور الأحداث المشتملة عليه”. د. عبد الرحمن ياغي، من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان.
– كانت قضية فلسطين تصبغ جانباً هاماً من شعر فدوى بلون أحمر قان، وكان شعر المقاومة عندها عنصراً أساسياً وملمحاً رئيسياً لا يكتمل وجهها الشعري بدونه”.  من ملف جريدة البعث السورية عن فدوى طوقان.
– منذ أيام الراحل العظيم طه حسين لم تبلغ سيرة ذاتية ما بلغته سيرة فدوى طوقان من جرأة في الطرح وأصالة في التعبير وإشراق في العبارة “الشاعر سميح القاسم.
تبث المصادر والمراجع
التقابل واللغة الشعرية. صادق القاضي. صحيفة الجمهورية. 2007.
ديوان المعاني. أبو هلال العسكري. دار الجيل. بيروت. (بلا)
ديوان الحماسة. التبريزي. دار القلم. بيروت. (بلا)
ديوان فدوى طوقان. دار العودة. بيروت.1997.
طوقان. 1988.

شاهد أيضاً

ندوة “عاشوراء نبضة الألم ونهضة الأمل” في معهد المعارف الحكمية

شارك الملتقى الثقافي الجامعي في ندوة أقامها عصر يوم الإثنين في 11 أيلول 2023 معهد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *