بحر

د.محمد موسى

قصيدة الدكتور محمد موسى، مهرجان الشعر ـ بعلبك

هَلَّا نسيتَ لقاءَنَا يا بحرْ..
هلَّا ارتحلتْ..
هلَّا نسيتَ الوردةَ الحمراءَ يومَ تزاوجَتَ فوقَ المدى أرواحُنا..
فذُهِلتْ..
وطفَقْتَ تَنحَتُ رسمَنَا ..
في صخرةٍ عَلِمَتْ و مازالَتْ تقولُ بأنَّها..
لم تلقَ يومًا مِثلنا.. فيْ الحبِّ أوْ في البُغضِ أو فيْ الملتقى.. و الكبتْ..
هلّا  ارتميتَ عَلَى ضفافِ طريِقِنا يا بحرْ…
هلّا غَمَرْتَ بمائِكَ المشحونِ حبًّا سِرَّنا…
هلا قَسوتْ!!

أنّى تُرَاكِمُ عَذْبَ مائِكَ فوقَ ذِكرىْ حُلوَتي يا بحرْ…
يومَ اسْتَفَقْنا فيْ عبابِكَ مرةً فَغَفَوتْ..
هلّا استَعَدْتَ بغصَّة أمواجَكَ الأولى..
تلكَ التي كانتْ تجيئُ علىْ الصخورِ تَحُتُّها..
و بقوةٍ حتَّى عجِبتْ..
هلْ لي أيا بحرَ القوافي أنْ يكونَ لَنَا …
مِنْ لفظِ أمواجِ الغيابِ دُعابةً..
فأصِير “أضحكُ إن سَئمت “..
أمْ أنَّ لي مِنْ عطفِكَ المجبولِ فيْ ملحِ الحياةِ مراكباً..
تجتَثُّني لَوْ تهتُ يومًا عائِدًا أوْ إنْ مَضَيتْ..

 

ماذا على أيامِنا يا بحرْ..
ماذا أرَدتْ؟
هلْ كُنتَ إذْ ترنو الينا عاشقِينَ مدلّلين تَسُبُّنا؟!!
هلْ كنتَ تغضبُ إذْ ترى ضَحِكَاتِنا؟؟!!
هل كانَ يُزعِجُكَ السُّكونْ؟!!

هل كان يُزعجك الغروبُ إذا أنار بغصّةٍ قُبلاً تناهت في شفاه حبيبتي؟!!

هل كان يأسِرُكَ الفتون؟!!
ماذا لمائك قد فعلنا كي تخون؟!!!
هلْ نحنُ قرّرْنا بأنكَ مالحٌ؟؟
هلْ نحنُ قُلنَا للرياحِ تلاعَبِي بالموجِ مِنكَ قساوةً حدّ الجنون!!
ماذا على ضَحِكَاتِنا يا بحرْ..
ماذا على الأشياءْ..
ما سِرُّ تلكَ البسمةِ الحمقاءَ لا أنفَكُّ أعبُدُها..تعبتْ..
إني تعبتْ..
دُنيايَ منذُ اليومَ عينَ حَبيبتي …
و الشمسُ فيها كُحْلُها…
و الأرضُ فيها رِمشُها…
و أنا تعبت..
دنيايَ منذ اليوم عين حبيبتي..
لكنَّما جفنُ الحبيبةِ نائمٌ..
مَرَّتْ سنينٌ فيْ عبابِكَ نائمٌ..

يا بحرُ  قد أغرقتَ دمعَ حبيبتي..
ماذا فَعَلتْ..
يا بحرُ مِلحُكَ عاجزٌ عَنْ ضَمِّنا..
يا بحرُ دنيايَ التي فيْ عينِها..
أغرقتها.. أدميتني.. لاعبتها أرديتني…
وقتلتها.. و أنا قُتِلْتْ!!

د. محمد موسى

 

 

شاهد أيضاً

كلمة الكاتبة ماجدة ريا في مهرجان الشعر الثالث في بعلبك

بسم الله الرحمن الرحيم واالصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين وصحبه المنتجبين. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *