الرئيسية / ندوات / قصيدة الأستاذة فاطمة البزال

قصيدة الأستاذة فاطمة البزال

فاطمة البزال

فلسطين
بقلم فاطمة البزال
ولأنّكِ الجرحُ الذي يُطهى على نار الأسى
ولأنّ صمتكِ بات بوحاً مشتهى
ها أنت يا سرّ النَّهى
تعبرين وإن ظلّ الردى
بحرَ الظلامة والجهالة والعمى
تسجدين على طلّ النّدى
وترتلين بما بُحَّ من صوتكِ
على قيثارة الوجع المرجّع بالصدى
يُطهى على جمرٍ تفجّر رحمةً
وصار وِرداً مقدّساً
لا يُتلى إلا في الصلا .
********
ولأنت فلسطين يا مهوى القلوب ويا
من على محرابك سجد الأُلى
تعبرين من الظلّ الكئيب بجذوةٍ
ضاءت لها الأفلاك والجنان تهللا .
آه فلسطين
يا انتفاضة الجرح الذي
بثماره فاض نهرٌ وامتلا
غذّى بما عزّ من غلوائه
كلّ ضميرٍ
وأعار بعضاً من نداه للسحابِ
فكان وحياً مُنزّلا .
آه فلسطين
يا انتفاضة القهر الذي
بضمادهِ عزف السّلاح ورتّلا
أرجوزة المجد التي نظمت لحنها
وأهدتهُ أقماراً لذّ لهم شربُ الحِمام
فأينعت أغصانهم نصراً في ظلّهِ يحلوالمَقيلُ
والبهاءُ تمثّلا .
فلسطين يا عتب الزمان
لكم رشفتِ الصّبر ترياقاً
والعمرُ يُلاعب رحلة الموت ِ
على هُدُب القنا .
بوركتِ وبورك الزّرع الذي
بنمائه صار حِرزاً محجّلا .
********

سألتك فلسطين عن سرّكِ
وعن أهلك الصامدين
وأطفالكِ الناشئين
الذين رمَوا لحمهم ليصير شظايا
لقد سحقوا الموت حين استحلّوا الحياة
وراموا الشهادة
رجالاً ،نساءً ، شيوخاً ، عذارى
ومن في المهود صغارٌ برايا
كلّ ذنبهم أنّهم لم يرتضوا بالخنوعِ
ولم يلبَسوا قطّ ثوبَ العمالة
سألتكِ والوجدُ عاث بصدري
وفي رحلة الشوق دمعي صار مرايا
أما آن أن تستظلّي السّحاب
ويسرحَ ملء فضاكِ الحمام
وتلثم من تربكِ الطاهر
جموع البرايا ؟
وكيف لنهرٍ ألا يفيض
وقد أنهكتهُ سنين عِجافٌ
وكابدَ من لوعة التّحاريق ؟
وآخرُ عذراء كانت فداءً
” أشرقت ” في عيون المغيب
أعلنت عشقها للحياة
فكلُّ فناءٍ بقربِ الحبيب ولادةْ
وكل مكان حوى جسداً طاهراً
كان يُمارسُ فعلَ عبادة .
” أشرقت ”
أشعلتْ ظمأً في قلوب الغيارى
ليس يرويهِ دفْقُ المسيل
وإن جمع السّيلُ كلّ الحجارة
لأنّ العمومة ناموا طويلاً
واستلذوا السَّبات وفعلَ الحقارة
واستظلّوا بفيء الرّجيم اللعين
وما حرّك النبض فيهم
أنّ الفداء كان منارة
لطم الجُبن فيهم
فهم خانعون بكلّ جدارة .
********

فسلامٌ عليكِ يا انتفاضة
سلامٌ على كلّ من رأى الله في سوح الجهاد
سلامٌ لمن قلبه بات يهوى الزناد
سلام لمن حمل روحهُ واستطاب الغياب
ولدْتِ لتبقَي
وكلّ هباءٍ مقيتٍ سيذوي بفعل الرياح
قد يسود الظلامُ ويبكي الغمام
ولكن …
عندما تستثارُ الجراحُ
ويُنثر ضوعاً عبيرُ الأقاح ْ
سيأتي الصباح .

‎فاطمة البزال‎'s photo.

شاهد أيضاً

ندوة “عاشوراء نبضة الألم ونهضة الأمل” في معهد المعارف الحكمية

شارك الملتقى الثقافي الجامعي في ندوة أقامها عصر يوم الإثنين في 11 أيلول 2023 معهد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *