“حدثيني عن الخيام”.. الأدب المقاوم سرد لمسيرة الأمل والتغيير
“حدثيني عن الخيام”، رواية لبنانية لأستاذة الأدب الفرنسي في الجامعة اللبنانية الدكتورة فاتن المر، تجسّد بعمق أدب المقاومة الذي على ما يبدو قد بدأ يرسم لنفسه مكاناً تحت شمس النقد الأدبي في لبنان. ويعدّ الملتقى الثقافي الجامعي الذي يديره الناقد الدكتور علي زيتون من أبرز العاملين على نشر ثقافة هذا الأدب ووضعه تحت مجهر النقد الأدبي وأدواته. إذ أقيمت في نهاية الأسبوع الماضي ندوة نقدية جرت في أروقة كلية الآداب في الجامعة اللبنانية في مدينة زحلة البقاعية. تحدّث فيها عدد من الدكاترة الأكاديميين.
زينب الطحان/ موقع المنار
المداخلة الأولى كانت للدكتور علي زيتون ركّز فيها على ارتباط سلّم القيم بثقافة الكاتب الذي يترجمها في أدبه ورواياته، وإنه إذا كان معتنق هذه العقيدة كاتبا من الصفّ الثاني أو الثالث، فإنّ تعامل العقيدة مع الكتابة عنده سيكون تعامل السلطة مع الأداة ، وستوظّف الكتابة لحسابها ، وستحوّلها إلى مجرّد شعارات مستقلّة عن أيّة رعشة جماليّة . أمّا إذا كان الأديب من الصفّ الأوّل ، فإنّ العقيدة ستتغيّض في خطابه الأدبيّ ، وستكون نسغا مغذّيا، لقاحا يتوزّع ، بشكل خفيّ ،في جميع تفاصيل الخطاب ومكوّناته ، من دون أن يعلن عن حضوره فيه . يعطيه جماله وخصوصيّته وفرادته من دون منّة .وهذا ما تتميز به رواية الكاتبة فاتن المر.
وتابع الدكتور زيتون أن الدخول إلى عالم رواية فاتن المرّ هو دعوة إلى اجتياز المسافة القائمة بين العالم المرجعيّ الذي شكّل منطلق الرواية بسطحه الذي يتساوى جميع الناس بالنظر إليه، وبين ما قدّمت رؤية فاتن المرّ منه .وذلك من خلال اللغة التي صار معها العالم المرحعيّ عالما متخيّلا. إنّ تعرّف تلك المسافة هو تعرّف الأدبيّة التي حفلت بها هذه الرواية . ولا تقع هذه المسافة خارج العالم المرجعيّ ، فهي عمق من أعماقه غير المتناهية. وروايتها ليست شعارات سياسيّة تؤمن بها ، روايتها قراءة مرحلة زمانيّة بإنسانها ومكانها وأحداثها والثقافة السائدة فيها . تمتدّ من مجزرة الخيام الأولى التي ارتكبها العدوّ إلى لحظة كسر الأقفال العاتية التي كانت تغلق الأبواب على مجاهدي المقاومة في معتقل الخيام . وتشكّل قراءة كهذه ، من أديبة كفاتن المرّ ، إمساكا بعمق خاصّ من أعماق التجربة اللبنانيّة مع الاحتلال الإسرائيلي في مرحلة محدّدة ، وفي مكان محدّد. وما تمسك به الأدبيّة قد لا يستطيع العقل العقديّ أن يمسك به . فالأدب منهج معرفيّ يشاطر الدين والعلم في الوظيفة الكشفيّة المعرفيّة ، ويطال ما لا يطالانه .
وينهي الدكتور زيتون مداخلته بالقول إننا مع رواية بدت أدبيّتها على قدر الهموم التي حُمِّلتها . وإذا كانت هذه الهموم هموماً جمعية عقدية متعالية على الهموم الإنسانية الفردية ، يعني أن أدبيتها قد نجحت بالارتفاع بالهمّ الذاتي الذي حُمِّله الجنوبي اللبناني، في لحظة تاريخية بالغة الدقة والحرج، من كونه همّاً فردياً له خصوصيته ليصبح همّاً إنسانياً يدين الظالم بقطع النظر عن الهويّة التي يتلبسها، وتنطلق حنجرته بوجع المظلوم كائناً من كان . لقد أمحت في الأدبيّة الفاتنيّة الحدود بين الجميل ، والإنساني ، والأخلاقي . شفت الأدبية عما هو إنساني وأخلاقي بقدر ما شفّ ما هو إنساني وأخلاقي عن الأدبية .إنّ أدبية فاتن فعل إيمان قوي بالقضايا الكبرى التي ترتفع بمقام الإنسان بعيداً عما وصلت إليه التفكيكية من هزيمة أنزلته إلى الحضيض.
المداخلة الثانية كانت للدكتور طارق عبود، وحملت عنوان “الكتابة فعل مقاومة”، الذي عبّر في البداية عن مشاعره التي انتابته إثر قراءته الأولى للرواية وقال :”من الصفحات الأولى لقراءة الرواية انتابني شعور بأنني انتمي الى هذه الرواية، أو أن الكاتبة عملت على خطفي، وأسري بين صفحاتها، وربما أستطيع القول إننا امام عمل يستحق القراءة والنقد والإعجاب”. ولفت الدكتور عبود إلى أن النص الملتزم لطالما شغل مساحة نقاش في الميدان الثقافي اللبناني والعربي، وسال حبرٌ كثير في الحديث عن هذا الموضوع، في الندوات والمقالات وغيرها. ولعل بعض النقاش قارب انطلاقةَ أدبِ المقاومة وتاريخَ نشأته والظروفَ التي ساعدت على تشكّله ، ولكن الذي يعنينا في هذا المقام، ألا يُهملَ هذا الأدب، وألا نزهدَ في الإضاءة على ظاهرة مشعّة وسط هذه العتمة الممتدة من المحيط الى الخليج، ولا سيّما الكلام على فترة الاحتلال الإسرائيلي. عن تلك الأيام التي امتزج فيها القهرُ والألمُ والجراحاتُ والموتُ والتهجيرُ والدمارُ؛ بالفرح، ذلك الفرح المنبعث مع كل عبوة تنفجر بدورية للمحتل، فيحمل صوتُها البسمةَ والبهجةَ التي كانت ترتسم لوحةً على الوجوه المقهورة، وعزةً تتشكّل يومًا بعد يومٍ في العيون الحالمة والمنتظرة بشوقٍ مواسمَ الحريةِ والفخرِ والانتصارِ”.
وأكد الدكتور عبود على واجب كل من يحمل قلمًا أن يسهم في حفظ تاريخ وأيام المجد التي عاشها الوطن والأمة. وهذا ما فعلته الدكتورة فاتن المر. ولعلّ هذا العمل الذي بين أيدينا يشغل مساحة مميزة في هذا الأدب الذي يعمل على تشكيل الذاكرة والوعي، وتذكير الأجيال التي لم تحظ بمعايشة تلك الفترة، بشبابٍ أسُودٍ آمنوا بربّهم وبوطنهم وبقدراتهم، وفتياتٍ شامخاتٍ، وأمهاتٍ مضحيات، ورجالٍ شوامخ َكالجبال، شكّلوا هذه المشهديةً الرائعة. ترافق ذلك مع كل الظلم الذي لحق بالمقاومة، بأطيافها كافة، على المستوى الإعلامي، والثقافي والسياسي.
الدكتور طارق عبودالسؤال المطروح دائمًا، على المثقفين والكتّاب والمدعين، قبل غيرهم:لماذا يسيل الحبر أنهارًا، في أيام الهزيمة، والنكسات والنكبات؟ وتبدأ حفلات جلدِ الذات والعويلِ والنحيب؟ وفي أيام الانتصارات، وهي نادرة في تاريخنا المعاصر، تعود الأقلام إلى أغمادها؟. وتساءل الدكتور عبود :”هل لأننا تعودنا على الانكسارات والخيبات؟ أم أننا ما زلنا غيرَ مؤهلين لانتصارات بهذا الحجم؟ انتصاراتٌ راقيةٌ، نظيفةٌ، تشعُّ إنسانيةً ورحمة وعفوًا. منذ هروب الاسرائيلي من بيروت بعد شهور فقط على احتلالها، مرورًا بالانسحاب الكبير من صيدا وصور ومنطقتهما والبقاع الغربي وراشيا. وصولًا الى الانتصار الكبير في 25 أيار من العام 2000 الذي تأسست فكرة الرواية على هذا الحدث التاريخي المهيب”.
المداخلة الثالثة ألقاها الدكتور غسان التويني، وخصصّها للحديث عن “الفضاء الزمني في حدثيني عن الخيام”، وتوقف عند فنية الزمن في الرواية والتي رسمت مسارين زمنين اساسين:مسار زمن العدو الاسرائيليّ، ومسار الزّمن العربيّ المقاوم. في المسار الأول وهو زمن العدوّ المعبّأ بالخوف: إذ يلازم الخوف العدوّ الاسرائيليّ ارض الجنوب، أينما توجه في رواية فاتن المرّ،خصوصا،في بلدة الخيام. ويظهر خوف العدو وقلقه في الرواية حين اقدم الى قتل الدكتور شكرالله كرم،الذي كان يقدم الرعاية الصحيّة لاهل الخيام والجنوبيين،”قالوا أنّ حياته لم تكن تحمل ألّ عنوان العطاء الخالص،إنه طبيب الفقراء ….ألهذا أراد الاسرائيليون أن يقتلوه؟كان موته بداية عهد الشّرور والخوف والاحزان”. يحاول زمن العدو المعبّأ بالخوف والقلق،جراء ما ينتظره من مواجهات على ارض احتلها وعبث بمقدراتها،ان يبقي الانسان الجنوبي محاصرا بالهلع والخوف،مسكونا بزمن موبوء،يرسمه على قياس نظامه القمعي.
وتابع الدكتور تويني موضحا المسار الزمني الثاني وهو مسار الجبهة المقاومة الجنوبية في مقابل الزمن الإسرائيلي المفسد. ويقول إنه لعلّ أهمّ علامة من علامات الزمن الجنوبي،يقع بمحاذاة القتل والارهاب الاسرائيليّ،هو زمن الصّبر الذي رافق الجنوبيّ في أثناء مواجهته للعدو. تحاول الروائية انتكشف عن عمق المأساة التي يعيشها الناس في ظل التهديم التي تمارسه الالة العسكريّة الاسرائيليّة،وغياب اي حسّ عربي في مناصرة عاصمة عربية تتعرض لابشع انواع الارهاب والابادة،امام هذا الواقع المرير لم يكن من خيار امام الناس في هذه المدينة سوى الصّبر.
ويتابع الدكتور التويني أنه مع بداية العمليات الاستشهادية صار هناك تحوّل زمنيّ في حركة الاحداث التي يحرص العدو الامساك بها، وتحريكها وفاق مشروعه،اذ بات زمن المقاومة زمنا حاضرا وفاعلا بوجه الزمن الاسرائيليّ،بدأ زمن العدو يتلقى الضربات،التي ستؤسس لزمن أخر،يقوم على مواجهة ايديولوجيّة القتل والارهاب التي يوظفها العدو في سبيل افساد الزمن المقاوم الجنوبي،بايديولوجيّة المقاومة،وهي التغلب على الخوف،واستراتيجية الصّبر،ليصار الى تحويل هذا الزمن زمنا متعاليا على زمن العدو. وتترك عملية المقاومة مناخا تعبويّا في صفوف الشبان والناس،ما أدّى الى تصاعد الاعمال المقاومة بوجه العدو،ووضعه امام خيارات لم يكن يفكر فيها من قبل.
وختم الدكتور غسان التويني أن الروائية تقدم الزمن المقاوم زمنا متصاعدا، ينمو بتدرج، مع شخصيات روايتها،وحركة أحداثها،في مواجهة زمن الاحتلال الاسرائيليّ،كاشفة أن حركة الشخصيات في الرواية لم تقع في زمن الانتظار والعجز، اللذين رغب العدو أن تقع فيهما المقاومة من جهة،وشعوب المنطقة من جهة أخرى. ويتسم زمن الرواية (حدثيني عن الخيام)،بالزمن العربي المتفائل في صراعنا مع العدو الاسرائيليّ،مع كل ما تخلله من خوف وصبر وانتظار،وهذا لا يشير الى التحولات التي أحدثتها المقاومة في مواجهة الاحتلال الاسرائيليّ،بقدر ما يتصل بالفضاء الثقافي الذي تؤمن به الروائية.
حول “فاعليّة المكان سرديّاً ومرجعيّاً في رواية”حدثيني عن الخيام” تحدث الدكتورلؤي زيتوني قال :”انسجاماً مع ما حدّده العنوان، نجد “الخيام” المكان المحوريّ في أحداث الرّواية عمليّاً وذهنيّاً. فهي شكّلت المنطلَق القصّة التي تطلعنا عليها مخيّلة “ماجدة”، الطّفلة التي أصيبت بالصّدمة من جرّاء الصّورة الأخيرة التي التصقت بذاكرتها، ومختصرها المجزرة؛ أي أنّها برزت مع تلك الطّفلة مصدراً للرعب. ولحظة الرّعب هذه كانت جزءاً من مجزرة الخيام، إذ تضمّنت وصفاً دقيقاً لتفاصيل المشهد، لا سيّما صورة العجوزين المقتولين على كرسيّيهما المتحرّكين. ومن الواضح تدرّج الأفعال وتواليها على نحوٍ يبعث في النّفس حال التّوتّر والتّسارع.
ويتابع الدكتور زيتوني بأن هذا القطب يتعزز مع قطب الرّعب، حضور العملاء والإذلال الطّاغي على المكان منذ بداية الأحداث على نحوٍ عمليٍّ ومثيرٍ للتّحدّي، ومنه إقامة “مهرجان العودة إلى الخيام بحضور رسمي للدّولة اللّبنانيّة ولسعد حدّاد” ، كما تحويل “البلدة حقل رماية وتدريب بعد تهجير أهلها” ، وكذلك جعلها “صحراء خالية من مؤشّرات الحياة، من البشر والشّجر” … كل هذه الإشارات، وغيرها، تبرز الدّرك الذي بلغته الخيام منذ مجيء الاحتلال.
ولكن يحدث هنك انقلابات كبرى في المكان، كما يبين زيتوني، حيث يشاع مناخ الأمل في إمكانيّة استعادة البلدات المحتلة، مع ما يدلّ عليه من معاني الصّمود وترسيخ الرّابط بالمكان. وليس أدلّ على ذلك من حضور صيغة الاستقبال في نهاية المقطع للتّأكيد على حتميّة الانبعاث. لذلك فإنّ نوعاً من تكافؤ القوى يظهر في ذهن الأبطال حول هذا المكان، لأنّ قطب الحنين يقابل قطب الرّعب بشكلٍ فاعلٍ داخل الرّواية. ومن الواضح هنا أنّ فعل المقاومة ترجمةٌ عمليّة لروح الانتماء التي يرمز إليها الامكنة، كما أنّها ترجمة لمسألة تعزيز المواجهة ضد عوامل الرّعب في الأذهان. ولذلك كانت إعادة بناء البيوت بحدّ ذاتها فعل مواجهةٍ لمشاعر الرّعب ومَن يثيرها:
غلاف رواية حدثيني عن الخيامويؤكد زيتوني على الحضور المقاوم للسّرداب طاغ على المشهد، إذ أنّ المكان بات حيّزاً مفتوحاً للمقاومة ضدّ المحتلّ، وصيغة المخاطَبة الموجّهة للمؤنّث المفرد، أي إلى هناء، تعطي انطباعاً بالإسهام الفاعل للمكان وإنسانه فيها ضمن إطار عامل الانتماء أو الهويّة الذي يربط بينهما على نحوٍ عضويّ، ويجعل مسألة مقاومة الخطر نتيجةً طبيعيّةً. لكنّ هذه الحال، حال المواجهة-المقاومة، لم تكن غايةً بذاته من التّحوّل المكانيّ، بل كانت عتبةً نحو مرحلةٍ أخرى، فالغاية هي الوصول إلى مكانٍ خالٍ ممّن يلوثه، إلى مكانٍ بعيدٍ عن الاحتلال. من هذا المنطلق، كان من المنطقيّ أن تنتهي الرّواية في المكان الذي انطلقت منه الشّخصيّات إنّما في زمنٍ آخر هو زمن التّحرير عام 2000.
المداخلة الأخيرة ألقتها الدكتورة زينب الطحان، تمحورت حول “السرد التأريخي في رواية فاتن المر”، وألقت الضوء حول فاعلية التاريخ المقاوم وسرده الروائي، إذ قالت في رواية “حدثيني عن الخيام” ينفتح التاريخ على مصرعيه لا لسيتجدي واقعاً غير منظور، بل هي تعطي الحدث التاريخي أفقه المحمّل بالأمل، يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة وبحق الإنسان المظلوم أن يسود في أرضه. فتنتج “فاتن المر” رواية مسيطرة على التاريخ والزمن، في حين أن معظم الروايات الصادرة في لبنان والعالم العربي لا تزال تئن تحت وطأة روح الهزيمة والانكسار التي بدأت مع النكبة الفلسطينية في العام 1948، دافعة عنها أثر الفعل المقاوم في فلسطين ولبنان، مصرّة على أن الإنسان العربي ليس بمقدوره فتح جدار الانعتاق من ذلك الاحتلال وما يثيره من ذل وعار في الروح العربية.
وتتابع الطحان في مداخلتها “إن الرواية التاريخية التي تمثلها “حدثيني عن الخيام” والتاريخ النظري، وإن كانا يتشاكلان في شكل تشييد عالمهما الممكن المنضد على العالم المعطى، فالرواية في اعتمادها وجهة نظر موجهة للسرد التاريخي تستند إلى الاستنباط ومن ثم تدمج داخل عالمها عوالم صغرى ممكنة تقوم بوظيفة التوجيه الدلالي الذي يميزها عن النص التاريخي المشخص للحقبة نفسها..إذ إن راوية “حدثيني عن الخيام” حقا مُفحمة من نواح كثيرة، يقع في قلبها الاهتمام الذي توليه لمرحلة دقيقة وثرية سياسيا واجتماعيا من حياة لبنان من حياة شعب وحضارة وثقافة ومصير ووجدان، وتتوفر بحكم تتبعها لمنحنيات هذا المصير ورسم عدد من محطاته وتكويناته”.
وختمت الطحان بأن المرجع التاريخي أساس صلب بنيت عليه أحداث هذه الرواية، وكأن الكاتبة فاتن المر تسعى إلى الابتكار واستلهام بعض الأحداث الجانبية من خلال التاريخ، فهي تعيد قراءة هذا التاريخ فنيا وتعيد نحته بخلق مواقف تعري مظاهر عنف الاحتلال وعملقة الفعل المقاوم.