افتتاح “مؤتمر ثقافة المقاومة” في الاونيسكو ممثل عريجي: فلسطين المقاومة قدر واختيار وثقافة

الوكالة الوطنية للإعلام  ـ الإثنين 4 أيار 2015

وطنية – رعى وزير الثقافة ريمون عريجي اليوم، افتتاح المؤتمر السنوي الثالث في قصر الاونيسكو بعنوان “ثقافة المقاومة”، والذي ينعقد في إطار إحياء فعاليات يوم العودة في 15 ايار 2015، ونظمته الجمعيات والهيئات الاهلية في لبنان والملتقى الجامعي.
وحضر المدير العام لوزارة الثقافة فيصل طالب ممثلا الوزير عريجي، ممثل السفير الايراني مسعود جابري زاده، والنواب الوليد سكرية، كامل رفاعي، مروان فارس، مروان حماده، وشخصيات، فيما تعذر حضور الامين العام لاتحاد الكتاب الفلسطينيين مراد سوداني الذي منعته قوات الاحتلال الاسرائيلي من مغادرة الأراضي المحتلة.

بداية النشيدان اللبناني والفلسطيني، فكلمة عريفة الحفل عفاف علوية، ثم كلمة تكتل الجمعيات والهيئات الاهلية القاها الدكتور عبد الملك سكرية، ودعا الى “المزيد من قراءة العدو الصهيوني”، لافتا الى أن “اقرا عدوك سيكون محور اهتمام مؤتمرنا المقبل”.

فانوس
ثم القى الامين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين الدكتور وجيه فانوس كلمة أشار فيها الى ان “الثقافة باتت فعل تمزق، لذا نجتمع اليوم للسنة الثالثة على التوالي للعمل من اجل ثقافة المقاومة، اذ نحن بحاجة ماسة الى بندقيتها والى كل ابداع مقاوم”.

وقال: “ان المقاومة بالكلمة هي امضى واقوى، ولها دورها”، مشددا على “تأييد هذه الثقافة التي هي بوصلة، والبوصلة اليوم موجودة في هذا المؤتمر، وهنا نلتقي مع اتحاد كتاب فلسطين ومثقفيها لان فلسطين هي الاساس، والتحرير لا ينتهي الا بتحرير فلسطين، ومن يضيع هذه البوصلة لا يعرف وجهة النضال”.

وطالب بالعمل على “تحصين فلسطين كي نحصن مساحتنا الداخلية”، متمنيا للمؤتمر “كل التوفيق وخصوصا ان كثرا من المشاركين في أوراق المؤتمر هم اعضاء في اتحاد الكتاب اللبنانيين”.

زيتون
وألقى ممثل الهيئة التحضيرية للمؤتمر الدكتور علي مهدي زيتون كلمة، فقال ان “المقاومة في لغتنا غير قابلة للترجمة، فهي غير منفكة كمقاومتنا عن القيود الاخلاقية التي تحيط بها، هي فعل مقاومة في وجه الظالمين، ولا تنفصل ثقافة المقاومة عن سلم قيم المقاومة، ومنها الاخلاقي”.

وأشار الى “قوة القتل في الغرب، والتي استخدمها في فائض قوته العلمية ثم في الهيمنة على المجتمعات الاخرى، ومنها مجتمعاتنا، وجعل بها سوقا استهلاكية لمنتجات ممانعة”.

ورأى ان “اتفاقية سايكس بيكو لم تشف غليل الغرب بتقسيم بلداننا، بل سارع الى زرع اسرائيل، وعمل الغرب على توظيف الحداثة التي أوجدها في خدمة مصالحه الاستعمارية”.

طالب
وتلاه الدكتور طالب ممثلا الوزير عريجي، فقال: “في زمن الانكسار والاحباط، في زمن الاعتلال والاختلال والعبث، في مثل هذا الزمان الرديء، نسأل أنفسنا اين نحن من قضيتنا الكبرى فلسطين؟ وهل انستنا الازقة والزواريب وحروب القبائل والملل وحالات التمزق والانتحار الجماعي من هو العدو الحقيقي ومن هو الصديق؟

فلسطين المقاومة قدر واختيار وثقافة، ولا شيء يعيد تصويب الاتجاه غير الثقافة قاطرة ورافعة للحراك المقاوم الذي يستهدي بنور الحق، ويستهدف ظلم الباطل وظلامه لازهاقه ودحره”.

اضاف: “ما أحوجنا اليوم الى تعميم ثقافة المقاومة بديلا من ثقافة الانهزام والتطرف والتبعية، ثقافة مقاومة لكل اشكال استلاب شخصيتنا الثقافية، بابعادها الوطنية المفتوحة على الانسانية التي تقدس الحق، وتقيم له الوزن في عالم يرزح تحت وطاة القوة المتفلتة من قيود الضمير والعدالة والواجب، ثقافة مقاومة عمادها حق العودة الراسخ وغير القابل للصرف إلا في ارض فلسطين، ما دام مفتاح البيت لما يزل ايقونة معلقة على جدار الشتات يختصر الارض، ويتفيأ ظل الزيتونة العتيقة قرب المصطبة. المفتاح لم يصدأ، كما الحنين الى البيت الذي يحتضن الذكريات ودفء الاماسي، وألق الصباح، ويتكىء على جذع التينة ويعطر انفاسه بعطر الزيتونة والصعتر البري، ويهنأ في حضن الكروم، ويستنير بضوء العناقيد المسروق من أشعة الشمس، ويلعب على بيادر الخير في مواسم العطاء. ويا امنا، انتظري امام الباب، انا عائدون نزحف اليك من كل فج عميق، وقد جف الدمع في المآقي، لا نحمل معنا غير الارادة والايمان بان الحق لا يضيع ما دام الدم يجري في العروق، او ما دام يسقي التراب المتعطش الى اصحابه”.

وتابع مخاطبا فلسطين واهلها: “ما دامت السماء تمطر والارض تبرعم والشمس تطلع سنرجع يوما الى حينا، وسيأتي السحاب وينزل المطر، ويأتي الربيع الحقيقي في فلسطين”.

وختم موجها كلامه الى “الغاصب المحتل: لن تأخذ مني مفتاحي، ولن تسلب مني صباحي، ولن تهيض مني جناحي، إني قد اطلقت سراحي، اني قد وجهت سلاحي، اني قد ضمدت جراحي حي على الصلاح، حي على الفلاح”.