من أحضان قرية وادعةٍ أبية، رافقة نقيّة كقلوب أهلها، من رحاب بقاع معطاء صامد. سهل ممتنع إلا على سنابل الخير ومواسم الحصاد. من هنا كانت فرح….
فرح… ولكلّ من عرفها ليست فتاةً عادية.
فهي التي عرفناها منذ صغرها طفلة مبدعة في الرسم والكتابة.
لكن سهل البقاع المحروم، لم يتسع لأحلامها…
فتركته ورحلت إلى بيروت لتحقق طموحها في دخول كلّية الإعلام في الجامعة اللبنانية.
وفرح لمن لا يعلم، لم تكن طالبة عادية، فقد تخرجت وحصدت المرتبة الأولى على فرعيّ كلية الإعلام الأول والثاني، ولعلّ تميّزها في الجامعة كان سببا في فتح ابواب الصحافة لها وبسرعة.
فبدأت رحلتها من جريدة الأخبار إلى جريدة النهار، إلى أن اكتشفتها احدى الشركات العالمية (كارفور)، لتعيّن فيها مديرة للتسويق والعلاقات العامة.
انطلقت فرح نحو الحياة، وردة نديّة شامخة، تحمل في قلبها حبّها للعائلة والقرية، تواجه وتكابد وتسعى، كيف لا، وهي ابنة أم مفعمة بالطموح والصبر و أب مكافح الأستاذ محمد… المنحدر من عائلة كادحة تعمل في الزراعة، لكنّه أبى إلّا أن يسجل اسمه على جبين العالم، فكان لاعبًا أولمبيًًّا رياضيًّا، فاز ببطولة لبنان، ثمّ ببطولة العالم العربي لرمي الرمح، وحقق أرقامًا مميزة. ..
بدأت فرح روايتها بمذكرات أبيها التي يبدو أنها حفظتها عن ظهر قلب.
البطل الذي كان رمحه الأوّل من خشب، لأنّه لم يكن يملك ثمن رمح معدنيّ.
كم هو مشرّف تاريخ عائلتك يا فرح. وكم هو مشرّف أن تتخذي والديك قدوة.
أم طموحة ورجلٌ شديد، لا شيء يقف في وجه أحلامهما
وكم هما فخوران اليوم بأن لهما ابنةً مثلك.
مع كلمة الكاتبة التي جمعتنا اليوم، فرح….
الوسومالكاتبة فرح د.ريما أمهز
شاهد أيضاً
ندوة حوش الرافقة حول كتاب “بين الشعر والجرح قرابة”
أقام الملتقى الثقافي الجامعي بشخص رئيسه الدكتور البروفسور علي مهدي زيتون ندوة ثقافية نقدية …