الرئيسية / أبحاث / نجم والي..البحث عن النجومية في اقبية التطبيع الثقافي

نجم والي..البحث عن النجومية في اقبية التطبيع الثقافي

IMG-20140524-WA0009

نجم والي..البحث عن النجومية في اقبية التطبيع الثقافي

م.زينب علي عبد
كلية العلوم الاسلامية-جامعة كربلاء
حسن عبيد عيسى
عضو الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

ملخص البحث
لا يختلف اثنان من أحرار الأمة..في أن التطبيع الثقافي مع الكيان الصهيوني خيانة للامة ولشهدائها ومقدساتها..فالصهاينة ومنذ فُرض كيانهم كأمر واقع،وهم يبحثون عن متعاونين معهم في عموم العالم العربي،ولعل المثقفين بكل اختصاصاتهم كانوا وما يزالون الشريحة الاكثر أهمية في نظر الصهاينة في مجال التعاون المفضي الى تطبيع ثقافي لما لهم من تأثير على عموم المجتمع.
فالمثقفون أيا ما كانت طبيعة تخصصاتهم، هم حملة الهَم الجمعي للامة وصاغة بيانات الامل والالم،وواضعوا الاصابع على العلل..وعندما يصار الى إسكاتهم أو تحييدهم فإن مكسبا لا يقدر بثمن يكون قد تحقق.أما ان يكسبهم الخصم فذاك خسران للامة مبين.
ولما كان عدونا غاصبا للارض طامعا بالمزيد..فإن أي اصطفاف معه يعني تسهيلا لجرائم لاحقة  بحق الامة تفوق جريمة اغتصاب فلسطين..فهو ينوي ابتلاع كل الارض التي تقع بين فلسطين والفرات..والمثقف هو الاكثر ادراكا لتلك النوايا.. لذا لايمكن التغاضي عن مساهمة المثقف في تطبيع العلاقة مع هذا العدو،بل يجب التمعن في فعله وتقصي دوافعه وما وراءه..وها نحن نضع نجما من نجوم التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني على المشرحة..لنقف على بواعث حماسته غير العادية وهو سادر في مهمته تلك..إنه الاديب العراقي نجم والي المولود في محافظة ميسان سنة 1956..والماكث في الغرب منذ سنة 1980..
فلقد كتب نجم والي المغترب في المانيا الرواية بأسلوب مدروس وهدف مدسوس..انه يكتب ما يريده العدو ولا نستبعد انه كتب على وفق املاءاته..فهو يفخر ان روايته “تل اللحم” عكست قراءاته لاسفار العهد القديم ..بينما روايته “ملائكة الجنوب”تلامس موضوعا خطيرا جدا هو رحيل يهود العراق صوب فلسطين..محاولا اعادة بعثهم في الذاكرة الشعبية العراقية مصورا اياهم ضحايا ضمن تطبيع ينأى عنه أحرار الشعب العراقي لما ينطوي عليه من خطر بوجودهم..وهذا الامر بحد ذاته هو هدف وزير خارجية الكيان الصهيوني ليبرمان الذي رصد قرابة مائتي مليون دولار من اجل خلق مشكلة جديدة اسمها “يهود البلدان العربية”..ما يوضح حجم خطورة النهج التطبيعي الذي يسلكه نجم والي ومن شاركه السير على هذا النهج.
ففمثلا التطبيع مع اليهود الذين كانوا يعيشون في العراق والراحلين عنه طواعية ليساهموا في اغتصاب مزيد من الاراضي الفلسطينية وليقاتلونا في كل حروب العدوان الصهيونية..يهدف الى عودتهم الى العراق بصفة ضحايا..ليعملوا على تحقيق الحلم الصهيوني الرامي الى دفع خط الحدود حتى يلامس جرف الفرات..وسيكون المطبّعون الذين في مقدمتهم نجم والي وسواه جنودا ومستشارين وأدلاء وأبواقا لحقيق ذلك الحلم الذي هو كابوس يسلب الراحة والامن من عقول ابناء الرافدين. على ان يقدمهم المثقف الساعي الى التطبيع على انهم (ملائكة).فما بالك بالتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي يقود هؤلاء وغيرهم؟.
وهكذا كان نجم والي..كما لو كان يهوديا أبا عن جد يكتب عن احلامه المنفلتة وطموحاته العدوانية فيجعل القارئ العربي الذي مُسحت فلسطين من ذاكرته يتطبع مع تلك الاهداف والطموحات التي صنع لها نجم والي شرعية منتزعة من ارث صهيوني لا يحتاجها.
أما مقاصد نجم والي،فهي ليست أقل من نجومية وثروة وترف ظل يحلم به حتى ذاق بعضه..وينتظر المزيد منه ..ربما مع الجوائز الكبرى التي يمني النفس بها والتي لا نستبعد ان يكون حظه في حصدها ميسورا.

المقدمة
مع ان التجاذب الفكري حول مجالات التطبيع بكل اصنافه مع الكيان الصهيوني ليس وليد الساعة، وانما ظهرت ارهاصاته مع المحاولات المفروضة عقب زيارة السادات للقدس الشريف سنة 1977م،الا انه بالنسبة للواقع العراقي جديد لم يجد فرصة للتجسد بين خلايا نسيجه الاجتماعي الا بعد الاحتلال الامريكي للعراق،خصوصا وإن عدداً كبيراً من الذين جاءت بهم أمريكا ليتسيدوا الناس في البلد المحتل ويحكموهم بالنيابة،كانت لهم علاقات مع قيادات صهيونية في الغرب، بل ان بعضهم زار الكيان الصهيوني لاسباب تخص كلا منهم على حدة..
ان مسألة التطبيع في المجتمع العراقي خلافا لباقي المجتمعات العربية،بدأت بأساليب لها خصوصية محددة، لم يكن الشأن الثقافي الا محورا اساسيا فيها..ولقد استغل الصهاينة يهودا كانوا يقطنون في العراق وتركوه قبيل او عقب تأسيس كيانهم..ومن هؤلاء شموئيل موريه وساسون سوميخ وغيرهما.
مكمن الخطورة هنا هو ان قيادات سياسية مؤثرة ومؤسسات ثقافية فاعلة لاتجد في ان في التطبيع مع الصهاينة مشكلة ،لابل ان القضاء العراقي أسكت كل الاصوات المطالبة بطرد نائب من البرلمان،كونه زار تل أبيب،ولم ير هذا القضاء الذي سُخّر للسير في مجال التطبيع ان ذلك النائب ارتكب ما يستوجب حرمانه من كرسيه في البرلمان على الاقل،خصوصا وإن الدستور صيغ على غير ما يرجوه المخلصون والغيارى من ابناء الوطن،لذا جاء خيمة ساترة يمكن ان ترتكب تحتها الكثير من الآثام والاخطاء بحق الوطن والامة.
وعلى هذا النهج سار بعض حملة القلم،ولعل نجم والي العراقي الماكث في المانيا منذ جيل من الزمان،والذي برز مصادفة ككاتب روائي احد السائرين على هذا النهج..النموذج الذي يشكله نجم والي فريد من نوعه،فهو ليس كما عمل بعض المثقفين المصريين من خلال اقتصار مساهماتهم في ركب التطبيع على قيامهم بزيارة فلسطين المحتلة أو الموافقة على ترجمة نتاجاتهم الى العبرية وغير ذلك من أمور نوقشت وأخذت حصتها من النقاش والتحليل.فنجم والي لم يكتف بزيارة فلسطين المحتلة،ولم يكتف بالمنافحة عن الصهاينة،وانما أساء متعمدا الى كل وطني ملتزم ممن لم يتنازل عن مبادئه ويمالئ الصهيونيين.اضافة الى انه تخابر مع اجهزة مخابرات عدوّة ما دفعنا لأن نتعمق في بحث دواعيه ودوافعه علّنا نقف على حقيقة نفخر بتسليط الضوء عليها خدمة لوطننا وامتنا.
ولأن ما لابد منه،هو تبسيط فهم قضية التطبيع في المجال الثقافي خاصة،فإن علينا ان نخصص لذلك مبحثا،مع مبحث آخر هو مساعي الصهاينة في ترسيخ وتكريس وتوسيع التطبيع وتحديدا ما هو ثقافي منه،ثم نكرس كل ما وصلنا اليه من افكار في المبحث الثالث الذي خصصناه لنجمِ بحثنا،نجم والي،فعمدنا الى تقسيم بحثنا على وفق ثلاثة مباحث هي:
المبحث الاول:في التطبيع
المبحث الثاني:المساعي الصهيونية
المبحث الثالث:نجم والي طموحات وملائكة.

المبحث الاول:في التطبيع
منذ وضع السادات وبيغن امضائيهما أسفل بنود اتفاقية كامب ديفيد،كان التطبيع في مختلف مجالاته وفي طليعتها التطبيع الثقافي هدفا غاليا يسعى الصهاينة من اجل تحقيقه،إذ انها تضمنت ما يفيد بـ(جعل الامور عادية وطبيعية).فهو الوسيلة الى اقناع الناس بقبول التعايش مع الصهاينة،وبالتالي نسيان الثوابت وخاصة قضية القدس وعودة اللاجئين،والاهم من ذلك ادخال العرب في بوتقة التخدير بينما يستمر الكيان الصهيوني يرفع من قدراته ويتمادى في خططه يوما بعد يوم.
إن أية محاولة للتطبيع مع الكيان الصهيوني وفي اي جانب من جوانب التطبيع، يجب أن تكون مشفوعة باستحضار وبيان حقائق القضية الفلسطينية ومنها ما جرى على أرض فلسطين وما يراد تحقيقه من أحلام وطموحات صهيونية ,ففلسطين وطن مغتصب طُرد أهله ليحل محلهم قادمون من شتى بقاع العالم لا يملكون حقا في تلك الارض متعكزين على ما ترويه أساطير ليس كل الناس ملزمين بها كتبها حاخامات اسرى حاقدون في بابل قبل الفين وخمسمائة قرن..وأن من حل في ارض فلسطين مارس ابشع انواع الإرهاب التي شهدها العصر الحديث مما جعلها ترقى الى جرائم الابادة والفصل العنصري..
فمن طموحاتهم القائمة والمعلنة والتي يسعون بكل جد وجهد لتحقيقها تتمثل في مد حدودهم لتنفيذ حلم(اسرائيل الكبرى)على وفق حدود محددة في تصوراتهم وفي أساطير كتبهم التي خطها حاخاماتهم،تقع على ضفتي النهرين الاكبر في الوطن العربي وهما الفرات والنيل..وان العلم الرسمي لهذا الكيان يرمز الى ذلك الحلم الذي يسعون حثيثا لتحقيقه،حيث رسم على صفحته خطان زرقاوان يرمزان الى ذينك النهرين العربيين،وان عقيدتهم العسكرية تأخذ بنظر الاعتبار العمل دائما من اجل تحقيق هذا الهدف،وإن شرط تقديم خارطة بالحدود الرسمية الى المتحدة لم يؤخذ به.

تَلَمُّس تعريف للتطبيع
وقبل ان نتوغل في تفاصيل مبحثنا، لانرى بدا من الالمام بتفسير ملائم لمصطلح التطبيع،الذي يراه البعض(استيلاء ثقافة على ثقافة أخر) كما وصفه الشاعر ماجد ابو غوش  .
فيما يراه مراد السوداني وهو الامين العام لاتحاد الكتاب والادباء الفلسطينيين،أن (التطبيع هو جعل اللاعادي واللاطبيعي طبيعيا والتطبيع على وزن تفعيل بمعنى الصيرورة والتحول وجعل الامور تصير طبيعية بين الانا ونقيضها) .ونرى ان التعريف الثاني هو الاقرب الى ما نبغي مناقشته في ورقتنا هذه،لذا فهو الذي نرى فيه ما يمكن اعتماده دون الحاجة الى تخليق تعريف آخر،ولو ان د.ابراهيم علوش ارتكز في محاضرة له على بعض ما ورد في تعريف السوداني وخاصة ما ذهب اليه من صيرورة،الا انه يبلغ مدى ابعد عندما يفسر ذلك بقوله(جوهر التطبيع هو كسر حاجز العداء مع الكيان الصهيوني بهدف جعل الاحتلال الاستيطاني في فلسطين أمرا طبيعيا أو مقبولا أو عاديا) .
فروض المتسلطين
كما حاول المتسلطون من السياسيين العرب الذين لايرون في وجودهم على كراسي السلطة أمرا شرعيا،أن يفرضوا سياساتهم على ابناء الامة،وان يجدوا من يشرعن لهم فعالهم ويحسّنها ويجمّلها، فإنهم ولغرض ديمومة الاحتفاظ بتلك الكراسي وتطويل مكثهم فيها، وجدوا ان القوة الاكثر ضمانا لبقائهم هي امريكا ومن ورائها الصهيونية،لذا فهم يسعون بفعل ما تضمنت الاتفاقيات المعلنة مثل كامب ديفيد 1978 وسواها،وغير المعلن مما التزموا ببنوده السرية التي ليس من الضرورة ان تعرفها شعوبهم،الى تحقيق ما انيط بهم من قسط من التطبيع مع الكيان الصهيوني،وجعل ذلك الكيان مقبولا بين الاوساط الشعبية في بلدانهم.
وعلى الرغم من ان النظام التونسي الحالي وليد ما سمي بالربيع العربي،الا أن الذين ركبوا الموجة،حملوا المجلس التأسيس التونسي على حذف  المادة 27 من مسودة الدستور التي كانت تنص على ان(كل أشكال التطبيع مع الصهيونية والكيان الصهيوني جريمة يعاقب عليها القانون) .وعندما أقر الدستور في مطلع العام الحالي كان خلوا من تلك الاشارة.وبلا شك فإن هذا النهج هو الذي سارت عليه انظمة عديدة وجدت ان الفضل في تسيّد رموزها يعود الى أمريكا ما يجب معه الاحتفاظ بذلك الفضل حتى ولو كبحوا ارادة شعوبهم.
واللافت للانتباه،أن دول الخليج سباقة في استضافة وفود صهيونية على شتى المستويات،بمناسبة وبغير مناسبة،وان عمر تبادل الوفود علنا بين الامارات المتحدة والكيان الصهيوني تعدى الاحد عشر عاما(منذ العام 2003)،بينما انمازت قطر على شقيقاتها بانها محطة مريحة وآمنة للمسؤولين الصهاينة..كل هذا ولما نجد رغبة ظاهرة عند مثقفي الخليج العربي لمد عرى الصداقة مع نظرائهم الصهاينة أو مع مؤسسات ثقافية صهيونية.
لقد ظلت الادارة الامريكية تضغط على المسؤولين العرب ممن يأتمر بأوامرها بهدف فرض التطبيع وحمل شعوبهم على تحقيقه،ولأن الرئيس جورج بوش(الابن)كان متعجلا دائما،فإنه كان يرى ضرورة التطبيع قبل التسوية،وكان يسعى من أجل تحقيق ذلك،حتى ان الرئيس الفرنسي السابق نيكولاي ساركوزي كان قد اقتبس الفكرة وحث الدول العربية على التطبيع بهدف اقامة نوع من التحالف المتوسطي  ،حتى ولو كان ذلك قبل بلوغ مرحلة التصفية النهائية للقضية الفلسطينية التي تسمى اعلاميا(التسوية).
ولعل البرنامج الامريكي السري المسمى(الصداقة العربية الاسرائيلية) الذي حاولت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية السابقة فرضه على عدد من الانظمة الصديقة لأمريكا وذلك خلال زيارتها للمنطقة العربية في نهاية أيلول/سبتمر 2012 ،كان يمثل الامل الامريكي الصهيونية في تطويع الشعب العربي وزجه في مسار التطبيع،من خلال الغاء كل ما تبقى من معالم المقاطعة والتطبيع في كافة المجالات، واجراءات اخرى اكثر اذلالا،وكان من بين الضغوط التي اتبعتها كلنتون على حكام مصر مسألة المعونات الامريكية التي اقرتها اتفاقية كامب ديفيد.
ولتبيان ان التطبيع هاجس أمريكي وديدن يسعى نحو تحقيقه كل رؤساء ومسؤولي الادارات المتعاقبة،نرى ان الرئيس اوباما يطالب الدول العربية في مؤتمر صحفي عقده في القدس خلال زيارته لها في 21 آذار 2013 لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني.وزاد على ذلك عندما اصدر ستة املاءات الى الانظمة العربية في لقاء له مع مجموعة من الطلاب الصهاينة في نفس اليوم الذي عقد فيه المؤتمر الصحفي،وكان من بين املاءاته(إن الوقت قد حان لأن يتخذ العالم العربي خطوات نحو تطبيع العلاقات مع اسرائيل) .
الموقف الشعبي الرافض
وبالمقابل،نجد بعض المسؤولين مازال يقف بوجه سعاة التطبيع ولو بالحد الادنى،فهذا الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة المصري يرى ان التطبيع مع الكيان الصهيوني في الوقت الحاضر غير ممكن(طالما هم مستمرون في الاعتداء على إخواننا الفلسطينيين) .ونحن نرى ان السيد الوزير كان يتعامل مع تجليات الامر الواقع،فهو يتعامل مع الكيان الصهيوني كدولة معتدية حالما توقف تحرشاتها بالفلسطينيين فإنه لايرى مانعا من التطبيع معها..وهو أمر لا يتماشى مع طلبات رافضي التطبيع..فالكيان الصهيوني ليس دولة ذات جذور في الارض التي نبت عليها،وانما جلبوا ناسهم من شتى بقاع الارض ليغتصبوا وطنا كاملا ويطردوا اهله..فالتطبيع مع ذوي الجذور والحق في الارض لا مع الطارئين المغتصبين.
لقد كان الموقف الشعبي العربي رافضا للتطبيع انطلاقا من فهم المواطن لحقيقة الكيان الصهيوني وانه استلب ارضا لشعب طرد من وطنه ليستعاض عنهم بشعب هجين لايربطه بهذه الارض الا الحلم العريض الهادف الى تأسيس وطن بمساحة خمس دول عربية بين الفرات والنيل.
فنحن وإن نعجز عن احصاء كل الجهات الشعبية العربية الرافضة للتطبيع الثقافي لكثرتها، فإننا سنحاول القاء أقباس من ضوء على بعض التنظيمات الشعبية من مكونات المجتمع المدني التي سجلت لها ما وصلنا من مواقف في هذا المجال،فعلى سبيل المثال،نجد أن رابطة اساتذة التعليم الثانوي ورابطة التعليم الاساسي في لبنان دعتا مجتمعتين الحكومة اللبنانية الى سحب موافقتها على الهِبَة البريطانية،كون مانحي الهِبَة اشترطوا استثناء كتاب الجغرافية المدرسي الذي يتضمن كلمة “فلسطين المحتلة” وليس الكيان الصهيوني الغاصب المسمى “إسرائيل”.وفي بيان صدر عن الرابطتين اعتبر الموقف البريطاني استفزازا يمس بالمشاعر الوطنية والقومية وتعديا على السيادة الوطنية وكرامة اللبنانيين،(فضلا عن كونه محاولة خبيثة لفرض تطبيع ثقافي مع العدو الصهيوني بما يتناقض مع الدستور اللبناني) .
بينما اتخذت مقاومة التطبيع الأكاديمي مع الكيان الصهيوني في تونس طابعا سياسيا من خلال تحشد عدد كبير من قادة الاحزاب السياسية التونسية اضافة الى عدد كبير من منظمات المجتمع المدني وأكاديميين وناشطين مستقلين،هناك حصل يوم 30 آذار/مارس الماضي لمناسبة يوم الارض الفلسطيني بالعاصمة تونس، وعلى هامش التحشد الواسع نجد تصريحا للسيد أحمد الكحلاوي رئيس جمعية دعم المقاومة ومقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني (غير حكومية)، إن “مقاومة التطبيع الأكاديمي مع الجانب الصهيوني يأتي في إطار التفاعل مع حملة دولية ينفّذها أحرار العالم في الوطن العربي وأمريكا اللاتينية وآسيا من أجل محاصرة الكيان الصهيوني عالميا والتصدّي لجرائمه في حق الشعب الفلسطيني”.وأشار الكحلاوي إلى أن “التطبيع الأكاديمي في تونس مع الكيان الصهيوني بات جليّا طيلة الأعوام الماضية، مع وجود أساتذة جامعيين تونسيين يدافعون علنا عن ذلك، ويدعون إلى التواصل مع الإسرائيليين الذين اغتصبوا الأراضي الفلسطينية”، بحسب تصريحه.كما أفاد أن عددا واسعا من الجمعيات والناشطين المهتمين بالدفاع عن القضية الفلسطينية (لم يحددهم) خصصوا ذكرى يوم الأرض الفلسطيني (30 مارس / آذار من كل عام)  للتصدّي للتطبيع الأكاديمي مع الكيان الصهيوني “من خلال تنظيم تظاهرات وندوات فكرية في مختلف دول العالم” .
ولعل مصر التي كانت أس التطبيع الرسمي من خلال بنود اتفاقية كامب ديفيد هي الاكثر تأججا في مجال رفض التطبيع من قبل كل التجمعات الجماهيرية المنظوية تحت واجهات المجتمع المدني وسواها،فبعد أن راجت دعوة بعض رجال الدين الى زيارة القدس واعتبار ذلك زيارة الى مناطق السلطة الفلسطينية وليس الى الكيان الصهيوني،فإن خمسة عشر صحفيا مصريا بينهم ثلاثة من أعضاء مجلس نقابة الصحفيين سارعوا الى زيارة رام الله والاراضي الفلسطينية المحتلة..لذا فإن غضبا اعتمل في صدور الصحفيين الوطنيين إزاء هذا العمل الذي رآى فيه الصحفي عبد الباقي الباقوري(تطبيعا صريحا) .لقد كانت تلك الزيارة(خرقا واضحا لقرار الجمعية العمومية بعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني) .ما جعلها قضية رأي عام في الوسط الصحفي.
وكما فعل القضاء العراقي عندما برأ النائب السابق في البرلمان العراقي مثال الالوسي من تبعات زيارة تل أبيب ورفض طلبات زملائه والقوى الوطنية بطرده من البرلمان،فإن نقابة الصحفيين المصريين شكلت لجنة خماسية برأت الصحفيين المصريين من التطبيع مع الجانب الصهيوني!!.
وعلى الرغم من المكانة الروحية لتي تشغلها القدس الشريف في قلوب المسلمين،الا أن الازهر الشريف رأى أن لايقوم المؤمنون بزيارته تحت حراب جنود الاحتلال،لذا فإن ثلة من علمائه تظاهروا مطالبين بإقالة مفتي الجمهورية الشيخ د.علي جمعة لقيامه بزيارة القدس ورأوها(زيارة خزي وعار لجميع المصريين وإنه لابد من إقالته،فزيارة القدس تحت الاحتلال تعد حراما شرعا) .ولا يغيب عن البال،إن الشأن الديني هو جانب من الثقافة مما ينطبق على ذلك الفعل(تطبيعا ثقافيا).
ولعل الأقباط ممن يلتزم بالاوامر الصادرة عن كرسي البابوية القبطية وينتهي عن نواهيها امتثلوا لاوامر البابا الراحل شنودة الذي رفض الحج الى البيت المقدس منذ العام 1971م و(اعتبر السفر اليه تطبيعا صريحا ورفض زيارته الا بعد انتهاء الاحتلال الصهيوني له) .وان خليفته الأنبا باخوميوس أصدر تعليمات(لرفض الكنيسة المصرية استقبال المسيحيين المصريين الذين زاروا القدس) ،وأكد ميصائيل الاورشليمي راعي كنيسة القديسة هيلانة أن الاقباط الذين زاروا القدس( سيعاقبون كنسيا) .
المصيبة،ان فينا من يلهث وراء التطبيع تاركا مصير الارض والعرض والمقدسات بيد الصهاينة الغاصبين،بينما يتعامل البعض من الغربيين باخلاقية راقية مع الكيان الغاصب،فلقد وصلت المقاطعة التي فرضتها الشعوب الاوربية حد الوجع الذي انهك القادة الصهاينة،إذ ان صادراتهم ستخسر نتيجة المقاطعة ما يزيد على 4.2مليار دولار،وسيفقد  9800 موظف وظائفهم. وفي المجال الثقافي(إنعكس إتساع تاثير حركة المقاطعة في إعلان الممثلة الاميركية سكارليت جوهانسون يوم الخميس الماضي قرارها التخلي عن دورها كسفيرة لمنظمة “اُوكسفام” البريطانية الذي إعتبر “غير متلائم” مع ترويجها لشركة ‘صودا ستريم’ الإسرائيلية التي تملك مصنعا في الضفة الغربية المحتلة). بينما أخذت المقاطعة الاكاديمية التي عاقب بها الغرب الكيان الصهيوني المدى الابعد الى درجة جعلها ضربة موجعة للتقدم العلمي في الكيان الصهيوني حتى بات من الصعب تعداد المؤسسات العلمية والثقافية التي قاطعت الكيان الصهيوني المتشبث بالاراضي المغتصبة.
ولعل الصحفيين أكثر الناس فهما لكثير من الحقائق كونهم طلابها والعاملين عليها،لذا فإن القناعة التي تترسخ عند الصحفي تختلف عن القناعة التي عند غيره.وفي ضوء ذلك نجد ان أعضاء الاتحاد الوطني للصحافيين البريطانيين يصفون الكيان الصهيوني بـ”الدولة العنصرية”ثم يدعون الى التصويت على مقاطعته،لا بل ان من بين مقترحاتهم ما يقضي بدعوة اللجنة التنفيذية للاتحاد الى دعم المحاضرين البريطانيين الذين رفضوا التعاون مع المؤسسات التعليمية الصهيونية .
وبلا شك فإن الحليف القوي المتمثل في الادارة الامريكية والكونجرس الامريكي لن يقف ساكتا ازاء تلك المقاطعات،لذا فإن 134 نائبا امريكيا وقع رسالة تطالب بسن قانون يمنع فرض مقاطعة من أي طرف لأي نشاط صهيوني ويعاقب عليها.

المبحث الثاني:المساعي الصهيونية
مر بنا كيف ان الادارة الامريكية وبعض حكومات الغرب سعت جاهدة من أجل المضي بمسيرة التطبيع وعلى شتى المستويات والصعد،فهؤلاء كانوا وما يزالون يشتغلون نيابة عن الصهاينة،لكي لا يبدو وكأن الصهاينة هم من يسعى وراء التطبيع،مع ان الحقيقة تكمن هنا،أي ان الصهاينة هم المتلهفون للتطبيع املا في تخدير الامة العربية ومن ورائها عموم العالم الاسلامي.فلم يترك الصهاينة وسيلة الا استنجدوا بها،حتى بغايا المجتمع العربي من المتاجرات بمفاتنهن.والا فما يعني ان تقيم المؤسسات الثقافية الصهيونية الغربية الطابع والنجار،مهرجانا فخما للرقص الشرقي تنتظم في فعالياته قرابة ألف راقصة من دول عربية ومجاورة؟.لا بل ان راقصات مصريات محترفات قررن المشاركة في المهرجان الذي عقد أثناء المجازر التي ارتكبها الصهاينة بحق اهالي غزة في العدوان الذي عرف باسم(عمود السحاب)سنة 2012م،وكانت دعواهن انهن يطبعن لاغراض السلام.
ولأن بين صفوف الصهاينة من يجيدون لغتنا ويعرفون طبيعة مجتمعاتنا كونهم ولدوا بيننا واقصد بهم اليهود القادمين من الدول العربية،إضافة الى يهود غربيين اتقنوا لغتنا الى درجة انهم ترجموا نتاجات عربية الى اللغة العربية كما فعل أبا إيبان السياسي المشهور عندما ترجم كتاب توفيق الحكيم(يوميات نائب في الارياف) في سنة 1947.ولعل مسألة الترجمة التي برز فيها أكاديميون وسياسيون صهاينة من المستويات المتقدمة،ما هي الا وسيلة لتمكين الاجهزة الاستخباراتية للاشتغال على التحليل وخاصة النفسي وهو الامر الذي اشتغل عليه البروفيسور ساسون سوميخ،كما سنعرف عندما نعرج على سيرة الرجل.
للسبب أعلاه فإن انتخابا صهيونيا لنوع وطبيعة النص الذي يراد ترجمته،يتم بشكل دقيق وعميق.وفي الوقت الحالي لم يجد الصهاينة حرجا في الحصول على إذن الاديب او المثقف العربي من اجل ترجمة نتاجه،بل كان ذلك اضافة الى الهدف الاستخباراتي وسيلة لكسب من تسول له نفسه من المثقفين العرب السير في ركاب الصهاينة،ولعل إعطاء المصرية(ايمان مرسال)  الموافقة على قيام ساسون سوميخ بترجمة ديوانها (جغرافية بديلة) الى العبرية مثالا بارزا على ما ذهبنا صوبه،فهي وافقت على قيام سوميخ بترجمة ديوانها(عن وعي كامل) .
ولقد برزت مواقف متباينة من موافقة مرسال،فمن المثقفين المصريين من استنكر وشجب وطالب بوضعها على القائمة السوداء،ومنهم من حايد كأنه غير معني بالامر،ومنهم من أيد.وفي قضية مرسال هذه،فإن المؤسسات الثقافية الصهيونية نحت منحا جديدا سبب كل هذه الضجة،فهي كانت تترجم الاعمال العربية بدون اخذ موافقات أصحاب حق الملكية، كما فعلت منذ ترجم ابا ايبان يوميات نائب في الارياف وحتى ترجمة كتب يوسف القعيد الذي لم يحاول احد ان يجعل من ترجمة كتبه قضية كما هو الحال مع ايمان مرسال فلماذا فعلت ذلك هذه المرة؟.
وضمن ذلك المسعى الصهيوني الرامي الى التوسع في مجال التطبيع الثقافي، فإن يهود العراق كانوا جنودا مخلصين في هذا المجال،لذا برز منهم شموئيل موريه  الاستاذ في الجامعة العبرية ناشطا وهو يسعى لطرح نفسه مواطنا عراقيا يراسل اكاديميين ومثقفين عراقيين مستدرجا اياهم الى منطقة القبول به وانه حاول ان يعيد صياغة تاريخ العراق الحديث من وجهة نظر صهيونية ..وان كثيرا من المحسوبين على صف المثقفين كشفوا عن دواخلهم من خلال الاحتفاء به والاشادة بـحبه للعراق!!..دون ان يشير احد الى انه اعترف باشتغاله لفترات طوال جنديا في جيش الكيان الصهيوني،ومن حقنا ان نسأل:الجندي الصهيوني يقاتل من؟!!..
ومثل موريه كانت جهود ساسون سوميخ  وهو مثل مواطنه موريه من اليهود الذين كانوا يقطنون العراق وهاجروا الى فلسطين المحتلة،الا أنه كان اعمق من موريه وأغزر كونه غاص في الادب العربي الحديث غوص خبير يعرف غرضه جيدا ويتوخاه بدقة..فهو يعمل على  دراسة نفسية العربي من خلال ادبه وهذا احد اهداف العمليات النفسية  التي يقوم عليها جيش الكيان الصهيوني ،أي انه كان يخدم الجهد الاستخباراتي الذي يقدم المشورة والمعلومات للقيادات العسكرية سواء القائمة بالاعمال الحربية او لتنفيذ اعمال الحرب النفسية على شتى الصُعُد.ولعل من اعماله الحديثة في هذا المجال ترجمة ديوان إيمان مرسال الذي اشرنا اليه آنفا.
من هنا بعد ان استحضرنا نموذجين من نماذج كثيرة دربتها الصهيونية لخلق تواصل مع من لديه استعداد لمد يده للصهاينة من العرب،نجد ان التطبيع الذي يهمنا منه هنا الثقافي تحديدا،انما هو سعي صهيوني للحصول على متطوعين عرب لتسهيل المهمة المنشودة، وفي عراق ما بعد الاحتلال كانت الفرصة سانحة لتعوض عن الفشل الذي كان نتيجة مساع مشابهة في مصر والاردن وغيرهما.

المبحث الثالث: نجم والي طموحات وملائكة
ولد نجم والي في مدينة العمارة  (العراق)–مركز محافظة ميسان الجنوبية سنة 1956م.(من عائلة فقيرة، ايرانية الاصل،نشأ شيوعي الفكر،اكمل دراسته الجامعية بجامعة بغداد متخصصا باللغة الالمانية.وقبيل انتهاء عام 1980 هرب من الخدمة العسكرية التي كان يعمل خلالها مترجما في احدى دوائر وزارة الدفاع وغادر العراق نحو المانيا التي اختارها منفى له) . اكمل دراسة في (الادب الالماني في جامعة هامبورغ والادب الاسباني في جامعة كومبليتينسه بمدريد) .عاش يمارس وجوديته بكل ما تعنيه الكلمة من معان..
لم يكن لنجم حظا في مجالات الادب والثقافة،قبل ان يغادر العراق صوب المانيا، فأرشيف الكتّاب والمثقفين العراقيين نظيف من اسمه الى أن برز وهو في منفاه الطوعي كاتبا للرواية والقصة، إذ كانت أولى محاولاته مع الرواية التي سماها الحرب في حي الطرب  والتي صدرت بدمشق سنة 1993.ثم مجموعة قصص بعنوان ليلة ماري الاخيرة صدرت عن القاهرة 1995،ورواية بعنوان مكان اسمه كميت، القاهرة 1997،ومجموعته القصصية الثانية فالس مع ماتيلدا، دمشق 1999،ورواية تل اللحم،لندن 2001،ورواية صورة يوسف،بيروت 2005رواية ملائكة الجنوب، بغداد 2010،ورواية بغداد …مالربورو، بيروت 2012، كتاب الميلانخوليا،وهي رواية من تسع قصص،بيروت 2014.نقل من الاسبانية الى العربية مسرحية لماركيز بعنوان خطبة لاذعة ضد رجل جالس،أبو ظبي 1998،وعن الالمانية قصائد مختارة لميشائيل كروغر بعنون:خطوات..ظلال..أيام وحدود،بغداد 2014..له عمود في صحيفة المستقبل البيروتية وآخر في صحيفة الحياة الصادرة في لندن والمدى الصادرة في بغداد.وله كتاب بالالمانية لم يتطرق اليه وهو يسرد سيرته في خواتيم كتبه الاخرى اسمه(تقرير عن رحلة غير سياسية)حكى فيه قصة زيارته الى الكيان الصهيوني.
قام نجم والي بزيارة الكيان الصهيوني اكثر من مرة،ربما أولاها التي قيل وقتها انها كانت للمشاركة في معرض القدس الدولي للكتاب سنة 2007م.بدعوة من امستيا برعام الاستاذ في جامعة حيفا،وفي ضوء تلك الزيارة،فإنه ألف كتابه (تقرير عن رحلة غير سياسية)  الذي اشرنا اليه آنفا.ثم قام بزيارة ثانية لمناسبة صدور كتابه المذكور مترجما الى العبرية.

تخابر مع العدو
لابد لنا من وقفة تحليلية قصيرة هنا لنعرف طبيعة الدعوة التي تلقاها والي من طرف صهيوني..فأمستيا برعام هو عنصر فاعل من عناصر الموساد،وهو اضافة الى عمله الجامعي، باحث أمني في مركز موشي ديان لابحاث الشرق الاوسط،ومن خلال ذلك فان له دور في تقسيم السودان وانبثاق دولة جنوب السودان .وهو متخصص في الشأن العراقي،وله علاقات بأحمد اﻟﭼﻟﺑﻲ  مما يعني ان لبرعام دورا فيما عانى منه العراق بعد الغزو الامريكي من استباحة لدماء العلماء والاكاديميين والاطباء والوطنيين اضافة الى تخريب بناه التحتية وسرقة وتدمير شواهده الحضارية والتخطيط لتمزيقه وتشرذمه.من هنا تظهر طبيعة هذا الرجل،فهو من العناصر المخابراتية العاملة على تفتيت البلدان العربية،من خلال اهتماماته في المناطق التي خلقت فيها اضطرابات تقود الى التمزيق وهو فعل كما يفعل أي ضابط مخابرات مثابر،بحثا عن عناصر من جانب العدو عندها الاستعداد للتعاون وضمن مثابرته تلك تعرف على نجم والي واتصل به عن طريق بريده الالكتروني الذي لم يبين لنا نجم والي كيف حصل برعام عليه..
وبصرف النظر عن طبيعة العمل الجامعي لرجل المخابرات هذا واهتماماته الوظيفية المعلنة،فإن علاقاته مع الاخرين تنتظم ضمن اهتماماته المخابراتية،خصوصا عندما يتعلق الامر بعلاقته بعراقي مغترب يشابه في اغترابه وموقفه من وطنه أحمد اﻟﭼﻟﺑﻲ صديق برعام.نخلص الى اننا هنا بإزاء علاقات مخابراتية لاعلاقة لها بالادب ولا بالثقافة،خصوصا وان برعام لاحظ له في مجالات الادب التي يحاول والي تقديم نفسه للناس من خلالها،فالادب هنا ليس غير ستار لعلاقة مشبوهة.اننا نرى ان عمل برعام ضابط المخابرات والاكاديمي ليس الا تكرار لما نعرفه من قيام الاثاري الانكليزي الشهير هوغارث  بصناعة الجواسيس،فهوغارث اضافة الى مهنته الاكاديمية وتخصصه في مجال الاثار والاستشراق، كان يستثمر تلك المكانة الاكاديمية لتجنيد الجواسيس،فهو الذي جند توماس ادوارد لورانس  الجاسوس الذي عرف لاحقا بلورانس العرب  وجروترود بيل  وغيرهما.

التغذية الفكرية السلبية
لقد حصلت عملية تغذية فكرية لنجم والي من خلال رجل الموساد برعام،ولا ندري من أثر فيه غير هذا الرجل..فانقلب والي الذي خرج من العراق شيوعيا الى الخندق المعادي للشيوعية من خلال انتظامه في عداد اصدقاء الكيان الصهيوني.وهذا الانتظام المشبوه في ذاك الصف العدو،جعل الحشد الغالب من المثقفين العراقيين يقفون منه موقفا رافضا، فلنا فيما حصل من تجاذب في مهرجان الكميت الثقافي الذي أقيم في قضاء كميت التابع لمحافظة ميسان في تشرين الأول 2013 مثال ودليل،ونورد بعض الحوارات التي دارت في الندوة النقدية الثالثة للمهرجان:وصف الاديب عبد الامير المجر ابن محافظته نجم والي بأنه(يخدم الصهيونية وأعداء الشعب العراقي وإنه يخدم مخططات معينة).
بينما هاجمه الناقد صادق ناصر اﻟﺻﮕﺭ وهو ابن محافظته أيضا بقوله(من خلال الرجوع الى روايات نجم والي نجد انه سطحي وتخريفي وساذج ومولع بالاستطرادات غير الموفقة،وهو فضلا عن ذلك يكيل الاتهامات غير المشروعة لابناء مدينته وقومه،ويظهر اليهود بأفضل الصفات والملامح،وإنهم كانوا مؤهلين لبناء المشروع العراقي البرجوازي،وكانوا يمثلون الطيبة والنزاهة،في مقابل العرب الاوغاد،فهذا كله اعتداء على شرف النص وانها غير صحيحة وان اليهود لايملكون القدرة على بناء المشروع البرجوازي العراقي لانهم كانوا يتوزعون على محن وحرف بسيطة،وكانوا يتحركون على هامش المجتمع.الا ان نجم والي حاول ارضاء اعداء العراق والعرب،لاسيما وانه زار اسرائيل كما ان كتاباته تقوم على الكراهية للعرب).
أما الناقد محمد يونس فقد (أشار الى موضوعية اﻟﺻﮕﺭ ورؤيته الجمالية،وان موقفه من نجم والي ليس عدائيا وانما لان روايات نجم والي سيئة فنيا،وان النص السئ يصنع قولا سيئا، وكان والي قدم أعمالا هابطة وساقطة من الناحية الفنية).
وانضاف الى الركب الوطني من النقاد القاص محمد رشيد الذي قال في مداخلته(يجب ان ندقق في كل شيئ،وأن ننتبه الى الالغام والمعوقات والمخططات التي تحاول الاساءة الينا وتهديد مصيرنا واغتصاب حقوقنا وارادتنا،وأن نبدأ من ألعاب الاطفال والجوانب الاخرى،لان الاعداء يحاولون اشاعة التخريب واليأس في نفوسنا،مبتدئين من الاطفال،ويمكن ان يكون نجم والي موظفا لذلك)  .
فيما اعرب الناقد فاضل ثامر رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق عن عدم ارتياحه (تجاه زيارة نجم والي الى اسرائيل،ولا أبرئ كتاباته من الانحراف،وإذا كان ثمة اهتمام باليهود فينبغي ان يتم بعد معالجة المشكلات الفلسطينية).
لاشك ان تلك الندوة شهدت سجالا بين الوطنية والعروبية التي مثلها المجر واﻟﺻﮕﺭ ومن ساندهما من جانب، وخصومهما ممن تأثر بشكل أو بآخر بالتغييرات التي ادخلها الامريكان في العراق في محاولة لعزله عن محيطه العربي وامحاء هويته،إذ لم تعدم تلك الجلسة ممن يناصر نجم والي على الرغم مما قدمه النقاد المهاجمون من أدلة وبراهين سواء على ركاكة أدبه وعدم تماسك نصوصه أو من خلال تدني افكاره الاساسية ورداءتها .فمن ذلك الصف المحابي لنجم والي الناقد علي حسن الفواز الذي اتهم زميله الوطني الناقد اﻟﺻﮕﺭ بأنه (يهدف الى تصفية حسابات مع نجم والي)دون ان يهتم الناقد الفواز بركاكة وسوء ادب والي الذي ركز عليه النقاد الوطنيون.
وغير الفواز ممن وقف الى جانب نجم والي ودافع عنه، الناقدة عالية خليل ابراهيم التي اتهمت البحوث النقدية التي تناولت بطريقة فنية ومهنية اعمال ونهج نجم والي بالإنشائية وان تلك البحوث(اهتمت بالرواية احادية الصوت وليس بالصوت ونقيضه،وان نجم والي لا يلام لانه روائي ينطلق من الخيال،وقد يكون الصادر منه خيال وليس واقعا،وانه يلج سرديات ما بعد الحداثة)وختمت مداخلتها باتهام الناقدين المجر و اﻟﺻﮕﺭ بانهما أصوليان،وان النص لايخضع للتكفير…
ونحن نعزو موقف الفواز وزميلته عالية الى احد أمرين،إما انهم مصطفون في ذات الصف الذي حشر نجم والي نفسه فيه،وانهم تعرضوا الى نفس التغذية الفكرية التي تعرض لها نجم والي،وهذا أمر خطير إذ انه تأسيس لنهج ثقافي يعادي الوطن والمواطن ويغض النظر عن ادب هابط لايحظى باحترام.أو انهم لم يعرفوا حقيقة الرجل ولم يقرأوا كتاباته على الرغم من انهم أهل الصنعة . لقد كان كل الذين هاجموا نجم والي من ابناء محافظته،والذين دافعوا عنه دافعوا عن نجم والي هم من خارج محافظة ميسان باستثناء علي حسن الفواز المولود في بغداد وله جذور في تلك المحافظة،فأهل محافظته هم الذين كشفوا واقعه وحقيقته خصوصا وانه لم يظهر أي حب او ارتباط للارض التي نشأ فيها.
الى ماذا يهدف نجم والي
ان يكون الانسان في منفى طوعي،فإن ذلك لا يعني ان ينفي نفسه خارج حدود سربه، أما أن يتحالف مع اعداء وطنه الذين يسعون الى تأسيس وطن لهم على انقاض وطنه،فالامر غريب وخطير.بلى فنجم والي كما خلصنا تخابر مع اجهزة مخابرات العدو الذي يهدد امننا ومستقبلنا ناهيك عن اغتصابه بعضا من الرقعة الجغرافية لامتنا وتدنيس مقدساتنا التي تعيش بخطر تحت هيمنته.
ان نجم والي ليس بالساذج او البسيط ،فهو درس نماذج من المتعاونين مع الغرب وخاصة الصهيونية ولمس حجم الاستفادة التي تحققت لهم،فالاديب الروسي سولجنستين ما حاز على جائزة نوبل للأدب في1970 الا بعد أن غرد خارج سربه والتحق بسرب الهيمنة العالمية على الادب والثقافة فهو كشف في اعماله واقع معسكرات العمل في ظل النظام السوفياتي من خلال مؤلفاته (يوم في حياة إيفان دينيسوفيتش) و(الدائرة الأولى) و(أرخبيل الكولاك)ما جعله مستحقا للاحتفاء الغربي ومن بين ذلك الاحتفاء منحه جائزة نوبل للاداب.
وسلمان رشدي ما حصل على المكانة المرموقة الا بعد ان طعن في الاسلام وفي شخص نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من خلال آياته الشيطانية سيئة الصيت..ونجيب محفوظ ما كان ليرقى الى منصة النوبليين لولا(أولاد حارتنا)وسواها من اعمال.
وشيرين عبادي وتوكل كرمان ما كان لهما ان يحوزا على شروط جائزة نوبل الا للتشهير بالاسلام باعتبار ان هاتين نافحتا من اجل الحصول على حقوق المرأة المسلمة التي يصورها الغرب بانها سليبة الحقوق بفعل الدين.
والنماذج المماثلة كثيرة ولكنها تشترك في أمر معين،إذ كلما زادت أساءات الطامح الى بلوغ مستوى هؤلاء الى دينه وامته كانت له الدرجات العلى التي يطمح بها عند اعداء الامة والدين.إذ عليه ان يشتريها بما يملك من مبادئ وقيم وحب وطن،وأن لا يرعى لوطن ولا لدين الاً ولا ذمة..وكان نجم والي قد وافق من أجل تحقيق طموحه في العالمية،وربما حلم بالانضمام الى الركب النوبلي لذا جاءت اعماله لالتطبع مع الصهاينة،بل لتهين العرب والمسلمين وتصب الكراهية على رؤوسهم وعلى رموزهم ومقدساتهم.
فبريق الجوائز الكبرى وطموحات النجومية التي ملأت نفس نجم والي،جعلته يخرج على الوظيفة التي تقمصها،وهي السرد،فراح ينظر ويتناول كل ما يزعج اليهود ساعيا الى الانتقاص منه وتقليل قيمته،وهذا ما فعله مع المفكر الكبير ادوارد سعيد الذي لو كان حيا لما وجد حاجة الى الرد على هجوم نجم والي عليه فهو اعلى واسمى من ان ينال منه نجم والي.
يقول الناقد شكيب كاظم مشيرا الى مقال كتبه نجم والي في صحيفة يومية المانية(انه لمن المعيب ان ينكر نجم والي فلسطينية المفكر العالمي الفلسطيني ادوارد سعيد  وولادته في القدس، مستهزئاً بدفاعه عن حقوق شعبه المغتصبة واضعاً هذه المغتصبة بين هلالين ((…)) دلالة النكران والهزء والارتياب، أيجوز هذا يانجم والي ؟ أبلغت بنا – وعلي ان اختار عبارة مهذبة بدل اللفظة التي في جوانحي – أبلغت بنا الاستهانة بحقائق التأريخ والجغرافية الى هذا الحد المؤسف من الانحدار الاخلاقي والقيمي؟)
ويواصل كاظم غضبه فيقول(قال نجم والي :ومع تصاعد ثقافة “عربية” عدوانية عنصرية سائدة ضد كل ما هو انساني بحجة الدفاع عن ثقافتنا ضد “عدوانية الثقافة الغربية” ولإفشال المؤامرة “الصهيونية” العالمية ضدنا(…) جعلت ادوارد سعيد ورفاقه “المناضلين” يذهبون الى الوراء آلاف السنين قبل ميلاد المسيح، لكي يكتشفوا “عدواً استشراقيا لنا” نحن العرب “الأنقياء” شعب الله المختار. نعم، أنه العمى والديماغموذجية وليس غير ماجعل “مفكراً” فلسطينياً لكن يحمل الجنسية الامريكية، ولم يولد في القدس، كما ادعى مثل ادوارد سعيد يدافع عن حقوق شعبه “المغتصبة” .. لن أقف عند ركة الاسلوب، وهزال العبارة التي جاء بها هذا النص العداوني القافز على حقائق التأريخ، بل لاٌقول: ان العرب ما قالوا انهم شعب الله المختار، بل وردت هذه العبارة في التوارة مراراً وتكراراً، فهل انصحه بالعودة الى التوراة كتابه المقدس؟!.)
أما بخصوص الشاعر الراحل محمود درويش فإن كاظم يرى ان نجم والي (يظل يوزع اتهاماته الجارحة، لتكون ثالثة الاثافي وقفته الهجومية على الشاعر محمود درويش  قائلاً: “ليس من الغريب اذن أن يهجي شاعر فلسطيني مثل محمود درويش، كافكا بهذا الشكل العنيف(…) درويش هو واحد  من قطيع مثقفين عرب “مناضلين” تسابقوا الى تفريغ كافكا من محتواه الانساني بدعوى ان كتبه تتحدث عن غربة اليهودي الابدية، وان نصه الذي حمل عنوان “العرب وابناء آوى” هو دليل معادته للعرب..اولاً، نجم والي لايعرف ان صحة (هجا) يهجو، وليس يهجي،  أو هو من الداعين الى ترك الإعراب، إعراب الكلمة مثلما فعل (أحدهم) الذي اطلقوا عليه لقب (مفكر)!!، أم هو من الداعين الى العامية مثل سلامة موسى وسعيد عقل؟. ثانياً، كيف سمح لنفسه ان يصف محمود درويش بالقطيع، والاسلوب هو الرجل، والتعابير مرآة الفرد، والمرء مخبوء بين لسانه، وإذ أشرت الى ركة عبارته وضعف اسلوبه فلن اشير الى الاغلاط والاخطاء النحوية فيها)
بينما يلتقط الكاتب جاسم المطير التقاطة ذكية ينال نجم والي فيها من السيدة فيروز، فيقول(يتحدث والي في الحوار مطولا عن أيديولوجيا‮ “‬الكراهية‮” ‬التي تضرب بجذورها في المجتمع العربي ويضرب مثالاً‮ ‬على هذا بقصائد الأخوين رحباني،‮ ‬واللذين كتبا لفيروز نصوصا شهيرة مثل‮ ” ‬سنعيد بهاء القدس ‮” ‬و”ستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية‮.”. ‬يقول‮: “‬هذه الأيديولوجيا جعلت عائلة مسيحية،‮ ‬يفترض أن تغني قصائد عن السلام،‮ ‬تردد بلا تلكؤ كلمات الانتقام والرعب‮. ‬هي تتظاهر بأنها ثورية وترغب في تجنيد الجماهير حتى يؤمنوا أنه لا حل للصراع علي فلسطين إلا استخدام قوة الذراع‮) .‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
ان سلوك نجم والي يذكرني بتبادل الادوار بين العرب والمستشرقين،فعندما اعلن عن انتهاء حقبة الاستشراق،وعلى الرغم من ان الاستشراق لم ينته عمليا وانما لبس اساطينه كبرنارد لويس وسواه،مسوح الباحثين الاكاديميين،وحوّلوا مهمة المستشرق المخرب للتراث المزيف للحقائق،الى باحثين عرب على وفق اشتراطات صارمة.
نجم والي هنا لا يحتاج الى اشتراطات،فهو يحمل روحا عدوانية تجاه العرب،ربما تجعله يتحفز لضرب شانئيه..وهذا خلاف ما ينبغي ان يتحلى به المثقف عموما والاديب تحديدا..فهو ينبغي ان يكون ذو حس مرهف وذوق راق.

ملاحظات عن ملائكة الجنوب
مع اننا لا نرغب في تجزئة نتاج نجم والي، ونميل الى دراسته جملة واحدة بسبب طبيعة البحث وتركيزه،الا اننا سننتخب عملا واحد من أعماله،الا وهو روايته الموسومة (ملائكة الجنوب)والتي سنحاول ان نعرض الاسس الفكرية التي قامت الرواية عليها بشكل ملخص لايخل بحجم ورقتنا البحثية،شريطة ان يؤدي العرض الغاية المتوخاة.
بدءً نرى ان الرواية مترهلة لا تستحق كل هذا الحجم الضخم من الورق الذي الذي حبرت على صفحاته،فغلافاها يضمان 672 صفحة ،مما يعني ان فيها الكثير مما يستحق الحذف اما بسبب التكرار أو بسبب الافراط اللامبرر له في سرد مطول وممل.
العلامة الفارقة الاولى في الرواية هي اسم بطلها الذي تقمصه الراوي ليفيض علينا بمخزونات فكره،فهو(هارون والي)،أراد نجم ان يقول لنا ان البطل هو نجم والي نفسه،ولكنه استعار اسم هارون،فلماذا هارون؟..انه اسم هارون النبي أخو موسى عليهما السلام،فنحن لانجد ان في رواية كهذه شيئا جاء اعتباطا،حتى الترهل والاسفاف والسب والشتم والكراهية للعرب والوطنيين،كلها جاءت عن قصد مسبق وتخطيط،لذا فإن انتخاب اسم هارون للبطل الذي هو الراوي جاء على وفق هذا النهج.
على الرغم من ان الرواية تسرد احداث حقبة زمنية عشناها وتفاعلنا مع احداثها الا ان والي حاول وبطريقة عبثية لا تنتمي الى الابداع وفن السرد عندما حرّف الاحداث ووقائع الحقبة وتلاعب بها،مع انه لم يقدم لمسة ابداع جراء ذلك التلاعب،فمثلا،تلاعب كثيرا في سيرة احد شخوص الرواية وهو الطبيب اليهودي داود ﮔﺑﺎي الذي هو شخصية حقيقية ولدت في قضاء علي الغربي بالعمارة سنة 1916م وتخرج من كلية الطب ببغداد سنة 1936م،وانه بقي في العمارة حتى سنة 1962م إذ تعرض الى حادث جنائي سرقت خلاله بعض مدخراته المالية، فقابل الزعيم عبد الكريم قاسم الذي أوعز بنقله الى بغداد،ثم هاجر الى لندن بعد سنة من ذلك، تزوج من يهودية انجب منها بنين وبنات،ومات في لندن سنة 2002م .
لقد تلاعب والي بهذه الشخصية التي يتذكرها اهالي العمارة باحترام،فهو ولما احس به من حب المدينة له لم يغادرها مع من حملتهم الصهيونية على الهجرة الى فلسطين المحتلة في مطلع خمسينات القرن المنصرم.فجعل منه ومن اسرته ضحايا الكراهية التي ينطوي عليها أهالي العمارة..ومن بين ما اضفى على داود هذا انه زوّجه من فتاة مسيحية شيوعية (ص27)، وهو زرع مقصود فليس هذا من تقاليد اليهود بل يخالف عقائدهم التي تجبرهم على الزواج من بنات دينهم..وليس هناك ثمة تسامح أو تساهل في هذا الجانب.مما جعل نجم يشطح في الخيال ويقفز فوق الثوابت التي يرفضها المنطق،فليس هناك مجال للابداع عندما يزوج الروائي فتاة مسلمة من فتى من دين آخر وهو مخالف للشرع،ويجعل الامر عاديا مقبولا اجتماعيا..هذا ليّ للحقائق لايجوز لاي روائي القيام به بدعوى الابداع،اذ لابد ان يتطرق الى ردة فعل المجتمع ازاء هذا الخروج على اسس الدين..فلماذا يريدنا نجم والي نقبل بتزويجه يهوديا يعيش في بيئة محافظة هي محلة (التوراة)المغلقة على اليهود،من مسيحية دونما ان يشير الى رفض اسري واجتماعي لهذه الظاهرة؟..وواضح للمتتبع انه يريد ان يختلق تسامحا لليهود لايوجد عند غيرهم من اتباع الاديان الاخرى..
حاول نجم والي ان يكرس دعوى صهيونية لا أساس لها على الاطلاق،بل هي فرية اختلقتها الصهيونية لاظهار مظلومية تعرض لها اليهود الذين كانوا يقطنون العراق قبل هجرتهم الى فلسطين المحتلة،وهي فرية مركبة..فاليهود لم يهجّروا كما يحاول ان يكرس نجم والي في عقول من لم يعش تلك الحقبة أو لا يعرف شيئا عن تاريخ العراق المعاصر،وانما هجّرهم ارهاب الصهيونية لهم بعد أن ارسل الكيان الصهيوني الى العراق خبراء في التفجيرات ففجروا معابد الطائفة اليهودية ومصادر رزق افرادها ،ولقد القي القبض على الفاعلين ومن آواهم وسهل لهم تنفيذ افعالهم وشنق من اليهود افراد ادينوا بذلك الارهاب المبكر الذي كان من بواكير الارهاب في بلاد الرافدين.بينما نراه يحاول ان يجعل هجرتهم على ايدي عراقيين منتفعين بدليل ان(عباس حمادي)حصل على ثروة من(أموال قبضها من تهريب اليهود ص33).
والشق الثاني من المظلومية التي صنعتها الصهيونية واشتغل عليها نجم والي في روايته كما اشتغل عليها آخرون،هي مسألة تعرض ابناء الطائفة اليهودية الى هجمات لمواطنين عراقيين نجم عنها نهب أموالهم ومقتنياتهم.سمى ملفقوا هذا الفعل تلك الحوادث التي لاصحة لها بالفرهود..والفرهود باللهجة الدارجة العراقية تعني النهب الجماعي..يزعم مفبركو(الفرهود)ان ذلك العمل تم بسبب غضب الشعب العراقي بسبب قيام الكيان الصهيوني،وان اكبر(فرهود)وقع هو ما حصل اثناء ثورة الشعب والجيش على القوات البريطانية في سنة 1941.من هنا نستنتج ان نجم والي كان يسرد املاءات الصهاينة مما جعله ممجوجا مرفوضا من قبل ابناء مدينته قبل ان يرفض الاخرون عمله بسبب ما ينطوي عليه من دس مقصود..وهو خلاف الابداع الفني الذي يحاول التدرع والتحصن به.ومما هو جدير بالذكر فإننا فندنا تلك الفرية بشقيها،التهجير القسري والفرهود ببحث لنا نشر في مجلة المستقبل العربي الصادرة ببيروت .
لم تكن اشاراته المسيئة الى عائلة سوادي متأتية عن محض خيال،وانه لم يختلق الشخصية الاساسية في روايته عندما ارجع زميله (فوزي)الذي يلقبه بالطاعون والذي لايكن له الا الكراهية.فهو يفيدنا ان فوزي حفيد ضابط قاتل اليهود في فلسطين سنة 1948 متطوعا اسمه جبار سوادي، لذا فان نجم والي يكره تلك العائلة لذلك السبب،ثم يسند اليه مهمة تطوعية اخرى هي الانتماء الى صفوف منظمة سرية تشجع الشباب العربي على الذهاب الى فلسطين لمقاتلة اليهود..ثم يكتشف نجم ان هذا الضابط كان عميلا مزدوجا للالمان والانكليز،وانه تحول الى مسلك الشرطة(ص25 فما بعد).المؤكد ان من عائلة سوادي اللامية التي تسكن العمارة ضابط شرطة برتبة عقيد اسمه كريم سوادي ،وانه احيل الى التقاعد سنة 1972م.لذا فإن ثمة اسرة موجودة تحمل ملامح الشخوص الذين كوّن منهم اسرة آل سوادي في روايته..مما يعني انه كان يشفي غليله في النيل من تلك الاسرة لسبب شخصي يعود له،فما علاقة الحقد الشخصي بالادب؟.
لقد اساء نجم والي الى كل المرتكزات الوطنية العراقية والتي يعدها العراقيون صفحات ساطعة في تاريخهم المعاصر ومنها ثورة 1941 التحررية التي اشرنا اليها آنفا..فهو لا يرى فيها غير تمرد ضباط نازيين(ص121).بينما الشعب العراقي يجل أولئك الضباط ومازال الناس يذكرونهم بتوقير فيقولون الضباط الشهداء الاربعة أو العقداء الاربعة..وهم صلاح الدين الصباغ  ومحمود سليمان وفهمي سعيد وكامل شبيب.
وأما بالنسبة للخدمة العسكرية الالزامية فإنه كان يرى في سوق الجنود اليها اهانة فهو عندما يذكر تأجيل سوقه للخدمة العسكرية يقول(سوقي:كأنني دابة تساق بالعصا ص87)  بينما استخدمها رب العزة بنفس الصيغة في آية كريمة كرم بها المتقين بقوله(وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا) فهل اراد الله تعالى غير تكريم من اتقاه واستحق رضاه؟.
وانه يرى في كل الشخصيات التي ذكرها ممن خدمت بالجيش او الشرطة او الوظائف العامة،إما نازي،أو(مأبون ص89) وان صفة الباسل التي الصقت باسم الجيش العراقي جاءت من الكلمة الدارجة(يبسلها ص91) ألتي يعرفها الناس بلهجتهم الدارجة بانها تعني يتسلل هاربا..أما الاهانات التي يوجهها رمزيا الى الامة،فمنها(ابناء عدنان وقحطان ص94)الذين يفخر العرب بالانتساب اليهما،نراهما هنا يرمزان الى مجموعة من المسوخ الذين يتقزز القارئ من سيرتهما فيما لم يفهم القصد السيئ الذي جعل نجم والي يحشرهما فيه.
لقد نظر نجم والي الى المدينة التي نشأ فيها على انها مدينة مخدرات ولم يرى ان فيها من هو جدير بالاحترام الا الذين كان لهم تعامل يرضيه مع اليهود..فاهلها نابشو قبور يسرقون شواهد قبور الجنود الانكليز ويستخرجون عظامهم ويبيعونها لاغراض السحر والشعوذة.
ولا مشاحة أن نبين هنا حقيقة ان مقابر الانكليز ظلت على حالها منذ الحرب العالمية الاولى،بدليل أن مقبرتهم ببغداد  تقع في منطقة الوزيرية التي هي واحدة من ارقى مناطق العاصمة،وهي مازالت قائمة ،بينما يمكن ان تتحول الى مشروع استثماري لاغراض السكن او غير ذلك،فسعر المتر المربع الواحد من الارض الواسعة التي تشغلها المقبرة يقدر بآلاف الدولارات.. فلو كانت مزاعم والي صحيحة لهدمت معالم المقبرة وبيعت أرضها لاغراض سكنية أو تجارية.ولا بد من الاشارة الى ان تلك المقبرة تحوي رفاة المس بيل والجنرال مود وغيرهما من الشخصيات المعروفة ومازالت قبورهم قائمة.بينما نجد في مدينة الكوت الواقعة شمال  مدينة العمارة ان مقبرة الانكليز الذين قتلوا في الحرب العالمية الاولى وخلال حصار الكوت الشهير مازالت قائمة.
ولعله ما كان راغبا في حرمان اليهود الطيبين(الملائكة)من بطولات يتوج بها عمله، فـ(في طليعة الابطال اليهود سنقرأ كثيراً عن شلومو مشعل ابن شمطوف مشعل زعيم الطائفة اليهودية في العمارة “وهو شقيق تاجر الدبس، فلاح مشعل، الذي قُتل على ايدي العرب في المدينة”:..السيد شلومو يهاجر الى اسرائيل في ثلاثينيات القرن الماضي الا انه يعود الى العراق في الخمسينيات للثأر من القتلة وتهجير من تبقى من يهود عماريا المساكين الى ارض الميعاد، وهذا الصهيوني العصامي، المناضل، الطيب يسخر من العرب عبر انتحاله لشخصية مهندس انكليزي يطلق على نفسه اسم: توني ارمسترونغ) .وهنا يقع والي في اشكال خطير ينسف جانبا مهما من بنائه ويفقده تماسك النص،فاليهود هنا باعترافه لم يطردوا ويهجّروا كما ظل يزعم في صفحات كثيرة،وانما جاء عنصر متخصص من الكيان الصهيوني ليهجرهم،وتلك حقيقة تاريخية نتمسك بها .
لانريد الاسهاب في استعراض مزيد من المرتكزات الخاطئة ذات القصد المريب التي قامت عليها الرواية،لضيق الفسحة المكانية في هذه الورقة،فهي كما ذكرنا من 672 صفحة مليئة بالمغالطات والكراهية،على أمل ان نفرغ لتبيان اسفافها وسوء فحواها لاحقا.
لقد كشف نجم والي عن ضعفه البارز في مجال اللغة وخاصة النحو،فلو انه استشار صبيا في الدراسة المتوسطة لصحح له مئات الاخطاء التي لا يمكن التساح مع ارتكابها .
من هذه النتف التي تناولناها،يتضح لنا حجم الكراهية التي حمّلها نجم والي روايته،وبلا شك فإن ما تبقى في نفسه الكثير،ونقول:
ان نجم والي لم يكن مطبّعا كما يمكن ان يصنّف سياسيا،وانما هو مطبل،فليس من الصهاينة من يستطيع ان يسبنا ويحتقر رموزنا وينشر كل تلك الاقذار في اوساطنا الثقافية كما فعل نجم والي..انه حلم صهيوني حققته الموساد وزرعه ضابطها برعام بين جماهير مثقفينا.. فعن أي سلام يتحدث الرجل من خلال زياراته المتكررة للصهاينة وهو يحمل كل هذه الكراهية للشعب الذي انفق على تنشئته وتعليمه إذ أن كل التعليم في العراق مجاني؟..أما ان يدفعه جبنه وخوفه من الحرب للهرب من الجيش عندما كان جنديا في بداية اندلاع الحرب مع ايران، فيغادر الوطن بوثائق مزورة(التزوير جريمة ماسة بالشرف في القانون العراقي وعقوبتها تصل الى السجن لخمس عشرة سنة )ليستثمر ما منحه الوطن وانفق عليه  فيتعلم اللغة الالمانية ثم يتجه الى المانيا،فهو ليس جحودا فحسب،وانما اعلان الحرب على الوطن،ولابد لسلطة مكافحة التجسس من أن تتخذ اجراءاتها بصدده كونه تخابر مع اجهزة مخابرات مازالت عدوة..بدليل ان للموساد التي تعامل معها نجم والي من خلال أمستيا برعام أو مباشرة من خلال زياراته الى الكيان الصهيوني دور تخريبي الحق ضررا فادحا بوطننا وانه سب كل عراقي شريف والحق اهانات كبرى بالوطن والامة وزيّف تاريخهما عن عمد وسوء قصد.

أهكذا تكون العالمية؟
إذا ما هرول بعض المحسوبين على الامة العربية ممن ينطبق عليهم توصيف مثقفين، عامة،وأدباء خاصة نحو الحصن الصهيوني آبقين من الصف العربي المتراص الذي تعززه الثقافة الوطنية والقومية،سعيا نحو ما يرفضه كل عربي ،الا وهو التطبيع وتحديدا الثقافي منه كونه الاكثر نعومة وجذبا،هادفين الى الحصول على دعم وعون ومساعدة صهيونية لبلوغ النجومية التي تعشش في مخيلة كل منهم..وعلى هذا النحو الذي وجدنا نماذج منتخبة من أمثال إيمان مرسال(مصرية) وبوعلام صنصال(جزائري) ونجم والي وغيرهم..فإننا لابد أن نقف متأملين ابرز ما في سير هاتين الشخصيتين،فصنصال يتحسر على الربيع العربي ويتأسف انه لم يأتِ ليخرّب الجزائر،ولأن الثورة الجزائرية هي مخلّص الجزائريين من الاستعمار الفرنسي فهو ناقم عليها يتهمها بالنازية كما فعل نجم والي مع ثورة الشعب 1941 ضد الاحتلال الانكليزي.ليس ذلك فحسب إذ أن البعض يرى في كتابات صنصال(تمجيدا للاستعمار) ،ومن فعاله التي أوخذ عليها دوره في معرض باريس الدولي للكتاب لسنة 2008 والمخصص للاحتفاء بالكيان الصهيوني،وإنه زاد على ذلك بزيارته الكيان الصهيوني مشاركا في مهرجان الادباء العالمي الذي أقامته مؤسسة(مشكانوت شأنانيم)في شهر مايو 2012 لمناسبة ذكرى اغتصاب فلسطين التي يسميها الصهاينة ذكرى الاستقلال على الرغم من الطلبات العربية والفلسطينية الموجهة له للعدول عن تلك المشاركة..ومما لا بد من الاشارة اليه هو الحجم الجم من التشابه بينه وبين والي.
أما زميلة صنصال وهي ايمان مرسال،فقد تطرقنا الى ولوجها خيمة التطبيع عن طريق ساسون سوميخ،كما مر بنا.ما يعني ان هذه النماذج لديها من الطموح ما يجعلها تتنازل عن امور يعتز بها غيرهم لغرض بلوغ العالمية ومنصات منح الجوائز الكبيرة.فهذه النماذج ،تعي وتدرك كيف اختلق الاستعمار الكيان الصهيوني على اراض مغتصبة،وطبيعة الممارسات الارهابية التي ينفذها الكيان الصهيوني ضد العرب يوميا،..وهو يهدد المقدسات الاسلامية والمسيحية التي تحت هيمنته..وإنه منفلت الطموحات.. فالكيان الصهيوني مازال بلا دستور، وربما هو البلد الوحيد في العالم الخالي من الدستور،وانه البلد الوحيد في العالم الذي لم يرفق طلب انتسابه الى الامم المتحدة خارطة توضح حدوده،فهو يريد ان يستكمل بلوغ تلك الحدود على ضفتي الفرات والنيل،ثم يبلغ الامم المتحدة بها وهنا تكمن الكارثة..فكيف تناسى هؤلاء الأشخاص كل هذا الحشد من السوء وما عندنا مما لم نستحضره هنا اكثر؟
ليتعلم المطبعون من هؤلاء
أمامنا امثلة عالمية رائعة لقامات ثقافية راقية وقف أصحابها ضد الصهيونية وهم في قمة النجومية مكللين بارقى الجوائز العالمية يحف بهم ملايين القراء في عموم العالم..ولعل من بين هؤلاء الذين نفخر بتصديهم للصهيونية وهم يتربعون على قمم المجد الادبي والثقافي.
فليس ثمة اكثر لمعانا من نجم الاديب البرتغالي خوسيه ساراماغو الحائز على جائزة نوبل للاداب لسنة 1998 والذي كان شجاعا نبيلا عندما زار رام الله في آذار 2002 في رحلة لوفد ثقافي من(البرلمان العالمي للكتاب)،حيث لم يقو على اهمال انسانيته والتجرد من حسه المرهف وهو يرى الممارسات الصهيونية الاثمة بحق الفتية الفلسطينيين وبحضرة الشاعر الفلسطيني الاكبر الراحل محمود درويش أطلق صرخته المدوية وهو يقول(رام الله هي اوشفيتز اليوم: رأيت في رام الله الانسانية تتعرض للاذلال والابادة كما في معسكرات الاعتقال النازية). واضاف الاديب العالمي(المسؤولية لا تقع على عاتق الشعب وانما على عاتق الحكومة الاسرائيلية)، مشددا على امتلاك اسرائيل للسلاح النووي .
وكما كان حال ساراماغو كان حال الاديب الالماني الشهير غونتر غراس الحائز على جائزة نوبل للاداب لسنة 1999 والذي نظم سنة 2012قصيدة تلقفها مثقفوا العالم باهتمام كونها تقطر انسانية فهي تفضح طبيعة التعامل الجائر الذي يعامل به الصهاينة الشعب المضطهد في فلسطين المحتلة،وان الصهاينة يهددون السلام العالمي،لذا فإنه(اعتبر شخصاً غير مرغوب فيه في إسرائيل) . .
فذانك النجمان العالميان النوبليان لم يخشيا الصهيونية وبطشها وابتزازها.. كما لم ينتظرا بركاتها.وإن هذين المثالين السامقين لن ينسيانا كتاباً يهوداً لم تدنسهم الصهيونية بانجاسها ولم تلبسهم من مدلهمات ثيابها،فكانوا ضد الظلم والجور والاغتصاب الصهيوني..فلماذا يكون بعض العرب أكثر يهودية من اليهود ذاتهم؟ (أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) .

الخاتمة
وان لم يكن نجم والي الوحيد بين المثقفين العرب الذين زاروا الكيان الصهيوني وانخرطوا في مسيرة التطبيع،الا انه كان اكثرهم اظهارا للكراهية التي ينطوي عليها صوب الوطن والامة ومقدساتها ورموزها..انه لم يكن مطبعا بل كان مطبلا..لقد كفى الصهاينة مؤونة التعدي على التاريخ العربي والقيم العربية..
ولاشك فإن السبب في ذلك،هو ان له عراب صهيوني هو أمنستيا برعام..ضابط الموساد الذي ساهم بتفتيت السودان وتدمير البنى التحتية في العراق..
ان أدب نجم والي الذي مجّه النقاد ونالوا منه كونه لا يحتوي على الاشتراطات الفنية كان مكرسا للتنفيس عن الكراهية التي يضمرها الرجل لوطن احسن اليه وانفق عليه ولكنه آثر الاصطفاف مع اعدائه طمعا في نجومية عالمية وجوائز يتمناها واضعا نجيب محفوظ وسلمان رشدي وآخرين قدوات يهتدي بسيرهم ولكنه بزهم التصاقا باهداف الصهاينة غير مبال بالهدف الصهيوني الاخير الذي يريد امحاء اوطننا واقامة اسرئيل الكبرى على ارضها لتمتد من الفرات الى النيل..ناهيك عن الممارسات الصهيونية التي تزعج كل ذي ضمير على مدار الساعة.

ثبت المراجع
*القرآن الكريم
*الكتب
أمين:محمد فتحي ،قاموس المصطلحات العسكرية،ط2،بلا
الجويبراوي:جبار،الميسانيون من بناة الحضارة في بغداد،دار ومكتبة عدنان-بغداد 2013
عطية الله:أحمد، القاموس السياسي،دار النهضة العربية –القاهرة ط3 1968
والي:نجم،ملائكة الجنوب(رواية)دار المدى،بغداد 2010

الدوريات

البوهي:محمد سامي،التطبيع الثقافي وأحلام ساسون سوميخ,صحيفة الرأي الكويتية عدد 10 يونيو 2010. صفحة ثقافة.

الدوحة(مجلة) ع98يونيو 2013

الحضري:إيهاب,هل بات التطبيع الثقافي مع اسرائيل ممكنا؟,صحيفة الشرق الاوسط، لندن،ع 11307 12 نوفمبر 2009م
خطيبي:سعيد،بوعلام صنصال..حراڤ الادب الجزائري,صحيفة الاخبار، بيروت، ع1535 الاربعاء 12 تشرين الاول 2011
روز اليوسف(صحيفة),امريكا تلزم الدول العربية بالتطبيع والغاء المقاطعة،القاهرة،ع 16 يوليو 2012
رأي اليوم(صحيفة)،جريدة الكترونية،عدد 4 نيسان 2014
الزمان (صحيفة),بعددها الصادر يوم 16/10/2013
السماك:محمد، بوش الفرنسي:التطبيع يسبق التسوية,صحيفة الاتحاد الاماراتية،ع27 يونيو 2008.
شعبان: ممدوح، نقابة الصحفيين والتطبيع)صحيفة الاهرام، القاهرة،ع 26 سبتمر 2013
الشروق المصرية(صحيفة) بتاريخ السبت 15/3/2014
عبود:زهير كاظم، ذكريات شموئيل سامي موريه، صحيفة الاتحاد البغدادية، عدد 25 تموز 2005
علوش:إبراهيم، موضوعات في التطبيع الثقافي مع العدو الصهيوني,محاضرة القاها في فرع رابطة الكتاب الاردنيين في الزرقاء بتاريخ 1/10/2013،على الرابط:
http:freearabvoice.org/?p=030تاريخ الدخول للموقع19/4/2014 , 11:54ص
عيسى:حسن عبيد،عزرا نحميا وحديث عن حقوق يهودية في العراق-دراسة:مجلة المستقبل العربي ع307 أيلول 2004-بيروت.
العيسى:توفيق,التطبيع الثقافي في فلسطين،العلاقة مع المحتل هل هي علاقة تناحرية،تحقيق صحفي منشور في جريدة الحياة الجديدة،ع 5695 الاحد 11/9/2011
اﻟﺻﮕﺭ:صادق ناصر، أدب ما بعد التغيير-الصهيوني الطيب,الحلقة الثالثة-منشور في صحيفة العالم،ع1012 الاثنين 21 نيسان 2014
القدس العربي(صحيفة) ،لندن ع 31 كانون الثاني 2014
ــــــــــــــــــــــــــــــــ, لندن،ع 1 نيسان/أبريل 2014
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ, لندن،ع ه نيسان/أبريل 2014
كاظم:شكيب، دفاعاً عن سـعدي يوسـف وإدوارد سعيد ومحمود درويـش وكافكا,صحيفة المشرق،بغداد ع.  18/3/2014
مجاهد:صبحي، علماء الازهر يطالبون بإقالة المفتي,صحيفة روز اليوسف،القاهرة،ع23 أبريل 2012
محمود:فتحي، قضية رأي عام,صحيفة الاهرام،القاهرة،ع 24 ديسمبر 2013
مسارات(مجلة),اصدار  مؤسسة مسارات للتنمية الثقافية والاعلامية،بغداد،ع13 س،2009
المستقبل(صحيفة)،بيروت،ع4943 بتاريخ السبت 8 شباط 2014 صفحة شؤون لبنانية.
المصري(صحيفة) اليوم ع:30/4/2013
والي:نجم،بين العمارة والبصرة وعائلة حنا الشيخ,صحيفة المستقبل ع4146 الاحد 16 تشرين الاول 2011 ص12 نوافذ
الوصيف:فخري، صنعت الملوك وماتت ودفنت في بغداد خاتون بغداد,صحيفة المدى،بغداد،ع:30/1/2011
الولي:ممدوح،التطبيع القسري مع إسرائيل,صحيفة الاهرام،القاهرة ع،31 مارس 2013

المواقع الاليكترونية
الانتباهه الاليكترونية,حزب اسرائيل الاسمر ..السفير الاسرائيلي في جوبا, تاريخ النشر 21 أيار 2012 الرابط: http://alintibaha.net/portal/index.php?option=com_content&view=article&id=15707:2012-05-21-04-36-53&catid=104:2011-06-23-04-23-22&Itemid=768
احمد:عدنان حسين،موقع الحوار المتمدن على الرابط : www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=13114 منشور بتاريخ 30/12/2003
عرب تايمز,موقع الكتروني بموجب الرابط التالي: http://www.arabtimes.com/arab%20con/iraq/doc2.html,تاريخ الدخول للموقع23/4/2014 ,01:50ص.
المطير،جاسم،مسامير جاسم المطير،الرقم 1579كتبها في 15/3/2009..ظ:الرابط : http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=280460.0;wap2

شاهد أيضاً

ندوة “عاشوراء نبضة الألم ونهضة الأمل” في معهد المعارف الحكمية

شارك الملتقى الثقافي الجامعي في ندوة أقامها عصر يوم الإثنين في 11 أيلول 2023 معهد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *