الرئيسية / توقيع كتاب / تقديم الدكتور علي أيوب لكتاب الدكتورة سمية طليس

تقديم الدكتور علي أيوب لكتاب الدكتورة سمية طليس

د. علي أيوب

تقديم الدكتور علي أيوب لكتاب الدكتورة سمية طليس: “بناءُ العالمِ الروائي عند عبد الرحمن منيف:” سباقُ المسافات الطويلة: أنموذجاً.

صاحبَ الرّعايةِ معالي وزيرَ الثقافةِ الدكتور محمد داود، سعادةَ محافظِ بعلبك الأستاذ بشير خضر، عميدَ كليّةَ الآدابِ والعلومِ الإنسانيةِ الأستاذ الدّكتور أحمد رباح،  أصحابَ الفضيلةِ والسيادةِ والمعالي، رؤساءَ البلدياتِ والمخاتير، الفعاليّاتِ الثّقافية، الفصائل العسكريةَ والحزبيةَ، الأساتذةَ الجامعيون، أهلنا الأعزّاء، أيّها الحضورُ الكريم.

  نرحبُ بكم جميعاً، في مهرجانِنا هذا توقيعُ كتابِ الزميلةِ سمية طليس، ونقدّرُ وفاءَكم، ومحبتَكم، وثقتَكم العالية. ونحنُ من جهتِنا نبادِلُكم المحبّةَ، ونقوى بوجودِكم معنا، ويكبرُ فينا الأملُ والثقةُ بنجاحِ هذا الحفل، وقيامةِ وطنِنا الحبيبِ لبنان. هذا الوطنُ الذي يعاني منذُ سنواتٍ، مخاضاً عسيراً، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً، وربّما ثقافياً وأمنياً، نتمنى أن يخرجَ منه، لا كما يريدُ أعداءُ لبنانَ، بل كما يريدُه اللبنانيونَ مجتمعينَ، يحلفونَ “كلنا للوطن، للعلى للعلم”

أيّها الحفلُ الكريم

لقد أدركْنا في حركةِ الريفِ الثقافيةِ والملتقى الثقافي الجامعي، صعوبةَ الظروفِ الحالية، ورغمَ ذلك، حرصْنا على خوضِ المغامرةِ والتحدّي، حيثُ أحجمَ الآخرون، وسعينا دائماً وكان السعيُ مشكوراً في تأليفِ العديدِ منَ الكتبِ والدراساتِ بهدفِ الثقافةِ لتكونَ على صورةِ لبنانَ الذي نتمناهُ. ملتقىً لجميعِ اللبنانيينَ، على مختلفِ فئاتِهم وطوائِفهم وأرائِهم، متكلينَ على الله، وعلى ثقتِنا بأنفسِنا  وأصدقائِنا، ومحبي الكتابْ، مؤمنينَ بأنّ شعبَنا يُعطي الكتابَ أولويّةً في حياتِهِ، وحتى على حسابِ لقمةِ العيشِ أحياناً، وهو سيبقى أبداً من “طالبي العلمِ ولو في الصين”.

ممثّل معالي وزير الثقافة الدكتور أحمد نزّال أهلاً وسهلاً بك في رحابِ حركةِ الريفِ الثقافية، التي ولدَ من رحمِها الملتقى الثقافيُ الجامعيُ، أهلاً وسهلاً بك في بلدتِكَ بريتال بينَ أهلِكَ وشعبِكَ المنتظرينَ دوي صوتِكَ يخترقُ أسماعَهم بكلماتِكَ العذبةِ والمحببةِ إلى قلوبِهم. تفضّل المنبر لك.

 

تسكُنُ الرّيحُ أمواجَ وصلِهِ، وتمخرُ زوارقَهُ لججَ الأحاسيسِ، لكنّها أبدًا لا تكنُّ ولا تسكنُ، تُمطرُ سماواتُ حبّهِ طوفانًا مِن الأحلامِ الصّامتةِ الصّاخبةِ، تُعطّرُ مساءاتِ الإنسانيّةِ المهدورةِ على قارعةِ الظلمِ بأثيرٍ زينيٍ دينيٍ مِن شجوِن قلبِ السلمان، وكما الحمامةُ تنطلقُ مِن فُلكٍ تنشدُ الأمنَ والسّلام، ينبثقُ سلمانُ مِن زورقِ وصالِهِ مُحلّقًا، ليطليَ ظلالَ اللّيلِ العابسِ بشفافيّةِ ألوانِهِ القزحيّةِ، وهناكَ على ضفافِ السّكونِ، تتماهى كلماتُهُ الوضّاءةُ مناراتٍ تتناثرُ في أفقِ الخيالِ، وعلى هودجٍ مِن حروفِ العشقِ وأجنحةٍ مِن فراشاتِ الكلماتِ الجميلةِ، وزورقٍ صغيرٍ مُبحرٍ في رحلتِهِ الأبديّةِ إلى موانئِ الكلمةِ الصادقةِ والجَمالِ الذي يُنيرُ القلوبَ، وتتوهّجُ معه الأرواح. إنّه المفتّشُ التربوي والشاعر سلمان زين الدين تفضل وافتح دفتي هذا المؤلّفِ للسامعين.

 

رجعتْ بنا إلى أنفُسِنا، نحاسِبُها ونقتلعُ منها أشواكَ الإهمالِ والشكِ لنزرعَ بذورَ العملِ الجبّارِ، على بناءِ حصنٍ للإنسانيةِ التي تطايرتْ أجزاؤهُ مع انفجارِ الأنانيةِ فينا، تلكَ التي ترمي بنا في حالٍ مروّعَةٍ من الجمودِ والتقوقعِ. إنّها الكلمةُ، كلمةٌ ليستْ كتلكَ المخطوطةِ بالوجدانياتِ المبرمجةِ، ليستْ كتلك الراقدةِ في قوالبَ متعددةِ الأشكالِ، تعفّنَ بعضُها من ثقلِ النّفاقِ واللهوِ بمشاعرِ القارئ، ويبسَ بعضُها الآخرُ قبلَ أن ترى النورَ لأنها كُتبتْ في عتمةِ ليلِ التسلّطِ والرغبةِ في الشهرةِ، إنّها كلمةٌ انسابتْ كلماتٍ معطّرةٍ بقراءاتٍ نقديّةٍ في أبحاثٍ ومؤلفاتٍ غزيرةٍ. عنيتُ بهذا كلِّه الدكتورة هالة أبو حمدان أستاذةُ الحقوقِ في الجامعةِ اللبنانيةِ الفرع الرابع. باحثةٌ أكاديميةٌ، وقارئةٌ نهمةٌ لها العديدُ من المؤلفاتِ منها: العلمانيةُ والإسلام، التأويلُ والتجديد، العنفُ وتطويرُ مناهجِ التفسير، العنفُ و تفسيرُ المقدّسِ بالعربيةِ والفرنسيةِ، الحربُ الناعمةُ ومقاومةُ التطبيعِ، وغيرِها من المؤلفاتِ الكثيرة.  تفضلي كلُنا آذانٌ صاغية.

 

قال العقاد: لقد علمتني تجاربُ الحياةِ أنَّ الناسَ تُغيضهمُ المزايا التي تتفردينَ بها، ولا تُغيضهم النقائصُ التي تُعيبُكِ، وأنهم يكرهونَ منكِ ما يُصغرُهم لا ما يصغرُكِ، وقد يُرضيهم النقصُ الذي فيكِ، لأنهُ يُكبرهم في رأي أنفسِهم، ولكنّهم يسخطونَ على مزاياكِ لأنها تُصغرهم أو تُغطي على مزاياهم.. فبعضُ الذمِ على هذا خيرٌ من بعضِ الثناءِ لا بل الذمُ من هذا القبيلِ أخلصُ من كلِ ثناءٍ لأنَّ الثناءَ قد يخالطهُ الرياءُ. أما هذا الذمُ فهو ثناءٌ يقتحمُ الرياءَ. هي إلهام صليبا دكتورةٌ في اللغةِ العربيةِ وآدابِها، أستاذةٌ محاضرةٌ في كليةِ الآدابِ والعلومِ الإنسانيةِ الفرع الرابع، قارئةٌ وباحثةٌ أكاديميةٌ من الطرازِ الأول، لها العديدُ من المؤلفاتِ والترجمات منها: خطةُ العملِ في الألسنيةِ وتطبيقاتها، تربيةُ خليل مطران الكاثوليكية وأثرُها في شعرِهِ وحياتِهِ، جبلُ عامل وجبلُ العلويينَ كتابٌ مترجمٌ إلى الفرنسيةِ ، والقائمةُ تطولُ وتطول.  تفضّلي الكلام لكِ.

 

 

الكلمةُ البليغةُ سواءٌ أكانت  شعراً أم نثراً لها في القلوب لذّةٌ، وفي العقولِ سحرٌ، وأساطينُ البيانِ حفروا كلماتِهم في ديوانِ التاريخِ، وفي ذاكرةِ الأجيالِ، لأنَّ الإبداعَ لهُ خلودٌ، والتفوّقَ لهُ ذيوعٌ، والتفرّدَ لهُ امتيازٌ. فكيف إذا أضفتِ الدكتورة سمية طليس سحرَ كلماتِها المفعمةِ بالشكرِ والثناء على الحاضرينَ. تفضلي سمية.

شاهد أيضاً

ندوة حوش الرافقة حول كتاب “بين الشعر والجرح قرابة”

  أقام الملتقى الثقافي الجامعي بشخص رئيسه الدكتور البروفسور علي مهدي زيتون ندوة ثقافية نقدية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *