بسم الله الرحمن الرحيم واالصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين وصحبه المنتجبين.
السلام عليكم سيداتي سادتي ورحمة الله وبركاته
وتفترش بعلبك أريج الشعر مجدّداً، في مهرجان الشعر الثالث الذي يقام كل عام، متباركاً بحضوركم الجميل الذي يزيد هذا الشعر رونقاً وجمالاً، ومتعطّراً بقريحة شعراء منهم من قدم إلينا من بلدان شقيقة، من العراق (الشاعر الدكتور عارف الساعدي) ، ومنهم من لبنان (الشاعر الأستاذ خليل عاصي) والشاعر الأستاذ (علي الرفاعي) لنرتقي جميعاً في سلّم العروج الثقافي، نحو الإبداع اللامتناهي، في صور البوح الإبداعية، التي تنقلنا إلى عالم الروح والخيال، فنعيش سكرة الجمال، في لحظة الوجع المحموم من واقع حاضرنا المأزوم الذي يحتاج إلى بريق النابغين كي ينال بعضاً من بلسم شفاء.
يسرّنا في الملتقى الثقافي الجامعي الذي يرأسه البروفسور علي زيتون، أن نلتقي مع الملتقى الثقافي اللبناني برئاسة الشيخ الشاعر فضل مخدر، وهو ملتقى رائد في الحركة الثقافية في لبنان والوطن العربي، وبلدية بعلبك برئاسة العميد حسين اللقيس التي لم تتأخر يوماً عن دفع ركب الثقافة في منطقتنا نحو الأفضل، فتساهم وتساند كل نشاط من شأنه أن يضفي على هذه المنطقة لمسة ضوء ساحرة ، تشقّ طريقها إلى القلوب التي تتوق إلى كل جمال ثقافي ومعرفي، وهل أجمل من نفحات شعر تحمل همومنا، فتجلوها عن النفوس؟
يسرّنا أن نتقدم إليكم بهذه الإحتفالية الشعرية آملين أن يكون نقطة بيضاء في حركة النهوض الثقافي والفكري في منطقتنا.
فالشعر الذي هو حركة ثقافية تقودنا نحو التجلّي، ورؤية مخاضات الآلام والأيام، لنبصرها بعين متفحص مرهف الإحساس، فنشرب من نبعه لنروي ظمأ يعشعش في دواخلنا، فيرتوي وتنبت فيه زهرة التأمل، والعرفان، فلطالما كان للكلمة دورها الفاعل في تحديد المسارات، واستنارة الخيارات، فتسلك بنا دروب الوصل والعرفان خاصة في منطقة تحتاج إلى كل كلمة جميلة تداوي فيها ندوب القهر والحرمان، وترسم على جبينها زهرة الأمل بواقع مزهر والذي يتزايد زهره كلما تفتّحت الثقافة على جبينه براعم جنان.
فنحن باسم الملتقى الثقافي الجامعي نتقدّم بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم وساند في إنجاح هذا النشاط الثقافي وإلى كل من حضر لنحلّق معاً في عالم الشعر والإبداع.
دمتم، ودام الإبداع رفيقاً منيراً لكل مساراتكم.
ماجدة ريا